الفزع والأهوال إلى الأبدان الملعونة الخبيثة تحت الثرى في بقاع النار ، فهي بمنزلة النائم إذا رأى الأهوال.
فلا تزال تلك الأبدان فزعة ذعرة ، وتلك الأرواح معذبة بأنواع العذاب في أنواع المركبات المشخوطات الملعونات المصفوفات (١) مسجونات فيها لا ترى روحاً ولا راحةً إلى مبعث قائمنا ، فيحشرها الله من تلك المركبات فترد في الأبدان ، وذلك عند النشرات فتضرب أعناقهم ، ثم تصير إلى النار أبد الآبدين ودهر الداهرين» (٢).
٥ ـ حديث الأصبغ بن نباتة ذكر فيه :
«أن أميرالمؤمنين عليه السلام خرج من الكوفة ، ومر حتى أتى الغريّين فجازه ، فلحثناه وهو مستلق على الأرض بجسده ليس تحته ثوب.
فقال له قنبر : يا أميرالمؤمنين ألا أبسط ثوبي تحتك؟
قال عليه السلام : لا ، هل هي إلا تربة مؤمن أو مزاحمته في مجلسه؟
قال الأصبغ ، فقلت : يا أميرالمؤمنين تربة مؤمن قد عرفناه كانت أو تكون ، فما مزاحمته في مجلسه؟
فقال عليه السلام : يا ابن نباتة لو كشف لكم لرأيتم أرواح المؤمنين في هذا الظهر حلقاً يتزاورون ويتحدثون.
إن في هذا الظهر روح كل مؤمن ، وبوادي برهوت نسمة كل كافر» (٣).
إذن فبقاء الأرواح حق بالدليل الصراح ، من الآيات الظاهرة ، والأحاديث الزاهرة.
مع ما عرفت من الاجماع عليه فيما تقدّم عن حقّ اليقين فيه.
ولأجل بقاء الأرواح بعد الموت وإحساسها الحياة صحّ مخاطبتها وتوجيه الكلام إليها
__________________
(١) المصفّدات ، خ ل.
(٢) البحار : ج ٦ ، ص ٢٩٢ ، ب ٩ ، ح ١٨.
(٣) البحار : ج ٦ ، ص ٢٤٢ ، ب ٨ ، ح ٦٥.