مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا) (١).
٣ ـ يدلّ على النحو الثالث قوله تعالى :
(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (٢).
وذلك حينما ينكرون ما في صحيفة عملهم من معاصيهم ، فيختم الله على ألسنتهم وتنطق جوارحهم.
(وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّـهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ...) (٣).
واعلم أنّ هذا القسم الأخير ايفاء الأعمال يكون لغير المؤمن كما في حديث الامام الباقر عليه السلام قال :
«وليست تشهد الجوارح على مؤمن ، إنّما تشهد على من حقّت عليه كلمة العذاب ، فأمّا المؤمن فيعطى كتابه بيمينه» (٤).
وأمّا من الحديث الشريف :
١ ـ للنحو الأوّل : حديث خالد بن نجيح عن الامام الصادق عليه السلام قال :
«إذا كان يوم القيامة دفع إلى الإنسان كتابة ثم قيل له : اقرأ.
قلت : فيعرف ما فيه؟
فقال : إن الله يذكره فما من لحظة ، ولا كلمة ، ولا نقل قدم ، ولا شيء فعله إلا ذكره كأنّه فعله تلك الساعة ، فلذلك قالوا : يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها» (٥).
__________________
(١) سورة الانشقاق ، الآيات ٧ ـ ١٢.
(٢) سورة يس ، الآية ٦٥.
(٣) سورة فصّلت ، الآية ٢١.
(٤) حقّ اليقين : ج ٢ ، ص ١٢٢.
(٥) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٣٢٨ ، ح ٣٤.