ثمّ أنّه بعد إيفاء أعمال العباد يكون الجزاء ، فتجزى كلّ نفس بما كسبت من خيرٍ أو شرٍّ ، جزاء من رب العالمين بفضله ورحمته ، وبعدله وعدالته.
قال تعالى :
(إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) (١).
وقال عزّ اسمه :
(الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (٢).
أمّا ثوابه على الأعمال الصالحة فمن فضله ورحمته ولطفه بالعباد من غير استحقاق لهم.
وأمّا عقابه على الأعمال السيّئة فبعدله وعدالته وحكمه الحق وانتصافه من غير ظلم حيث ان عدالته من اُصول عقائدنا بدليل الكتاب والسنّة والعقل.
فمن الكتاب مثل قوله تعالى :
(إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ) (٣).
ومن السنّة مثل حديث الامام الصادق عليه السلام :
«من زعم أنّ الله يُجبر عباده على المعاصي أو يكلّفهم ما لا يطيقون فلا تأكلوا ذبيحته ، ولا تقبلوا شهادته ، ولا تصلّوا وراءه ، ولا تعطوه من الزكاة شيئاً» (٤).
ومن العقل حكمه باستغناء الله عن الظلم وعدم احتياجه إلى الجور حتّى يظلم أو يجور.
__________________
(١) سورة يونس ، الآية ٤.
(٢) سورة غافر ، الآية ١٧.
(٣) سورة النساء ، الآية ٤٠.
(٤) البحار : ج ٥ ، ص ١١ ، ب ١ ، ح ١٧.