فان الظلم والجور ناشٍ اما من العجز أو النقص أو الحقد والبُخل أو الجهل أو السفاهة والله غني قوي بالذات ومنزّه عن تلك الصفات إذن فالله تعالى عادل ، لا يكون منه عقاب إلّا باستحقاق العبد ، من دون ظلم من الله ، فالله عادل ، في الدنيا والآخرة ، وبالعدل قامت السماوات والأرض ، وكلّ أفعاله بحكمة وعدالة.
ومن طريف ما روى في عدالة الله تعالى حديث صاحب الحدائق قدس سره في قضيّة النبي داود عليه السلام (١) ، فراجع.
فيا تُرى اذا كان الله عادلاً لطيفاً بعباده في هذه الدار الدنيا فكيف في الآخرة التي يكون الانسان فيها ضعيفاً غاية الضعف لا ينفعه مال ولا بنون والله أجل من أن يظلم وهو الغنيّ عن الظلم.
ويلزم التنبيه في المقام على ما هو الشيء الهامّ ...
وهو أنّ اللازم في الأعمال الصالحة التي يرجى بها الفوز في الآخرة أن تكون واجدة لخصال ثلاثة :
١ ـ تحسين العمل ، ففي حديث الامام الصادق عليه السلام :
«إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله عمله لكلّ حسنة سبعمأة ، وذلك قول الله تعالى : (وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ) (٢).
فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله.
فقيل له : وما الاحسان؟
قال عليه السلام : إذا صلّيت فأحسن ركوعك وسجودك ، وإذا صمت فتوقّ كلّما فيه فساد صومك ، وإذا حججت فتوق ما يحرم عليك في حجّك وعمرتك ، وكلّ عمل تعمله فليكن
__________________
(١) الكشكول : ج ٣ ، ص ١٦٣.
(٢) سورة البقرة ، الآية ٢٦١.