وقد علمتم ان الله جل ذكره وعز اسمه هداكم بجدي وانقذكم من الضلالة وخلصكم من الجهالة واعزكم به بعد الذلة وكثركم بعد القلة ان معاوية نازعني حقا هو لي دونه فنظرت اصلاح الامة وقطع الفتنة (١) ...
هنا نرى ..
بعد وضع البنود الاساسية الدي تضمن سلامة المجتمع من الضياع وبعد توقيع العهد نرى ان الامام عليه السلام :
لم يكتف بذلك ويعتبر كل شئ قد انتهى وانما الشجاعة المحمدية والسياسية العلوية نراها تبرز حتى بعد توقيع الصلح بخطابه عليه السلام حيث قال مشيرا الى امور :
١ ـ نازعني حقا هو لي دونه (اثبت حقه اولا).
٢ ـ فنظرت اصلاح الامة (سبب الصلح الصلاح للامة والامن لها من الضياع).
٣ ـ قطع الفتنة (بذلك بين ان هناك فتنة تحصل ان لم اقم بالصلح وهذه الفتنة لا تتمكن الامة من تحملها للظروف القاسية التي بها من ظلم معاوية وكيده ومكره).
فالصلح لم يكن بداعي الخوف وان كان الامام يخاف ولكن خوفه يكون على الامة لانه الرحمة لها ويخاف على المجتمع من الضياع والفساد.
_________________
(١) الصواعق المحرقة ص ١٣٧.