من مواقف الامام السجاد عليه السلام السياسية :
وهكذا الامام زين العابدين وسيد الساجدين عليه السلام يقف في مسجد دمشق (١) ليفضح الهوية السياسية والعقائدية للنظام الحاكم المتمثل بيزيد واتباعه بني امية وذلك عندما يذكر ما فعله به وبأبيه وبأهل بيته عليهم السلام علما ان الظروف المحيطة بالامام عليه السلام آنذاك كانت ظروفا قاسية ومخيفة بالاضافة الى الخطر الذي كان يهدد شخص الامام بالذات وهذا الخطر لم يكن يساوي عند الامام شئ في سبيل تبليغ الرسالة التي من اجلها استشهد والده الامام الحسين عليهما السلام ومن قبل جده امير المؤمنين علي عليه السلام وجرى عليهم ما جرى من اثر ذلك.
ثم نراه عليه السلام يتحرك بعد ذلك بطريقة اخرى لم يسبق لها مثيل : عندما يتخذ اسلوب الدعاء الذي كان من أفضل الطرق لتوعية المجتمع الفاسد آنذاك.
فتارة يدعو عليه السلام لنفسه واخرى لولده وجيرانه واوليائه ثم يعمم الدعاء ليدعو لاهل الثغور وعلى الظالمين ثم دعاؤه يوم الاضحى والفطر وعرفة والايام وغير ذلك وينتقل في ادعيته من منحي الى
_________________
(١) كنا قد تحدثنا عن الخطبة في باب العلم عند الامام السجاد فراجع.