ثم قال : يا يزيد إئذن لي حتى اصعد هذه الاعواد فأتكلم بكلمات فيهن لله رضا ولهؤلاء الجالسين اجر وثواب. فأبى يزيد.
فقال الناس : يا امير المؤمنين إئذن له ليصعد فعلنا نسمع منه شيئا فقال لهم : ان صعد المنبر هذا لم ينزل الا بفضيحتي وفضيحة آل ابي سفيان.
فقالوا : وما قدر ما يحسن هذا؟
فقال : انه من اهل بيت زقوا العلم زقا.
ولم يزالوا به حتى أذن له بالصعود فصعد عليه السلام المنبر فحمد الله واثنى عليه وقال :
ايها الناس اعطينا ستا وفضلنا بسبع : اعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد صلى الله عليه وآله ومنا الصديق ومن الطيار ومنا اسد الله واسد الرسول ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ومنا سبطا هذا الامة وسيدا شباب أهل الجنة فمن عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني انبأته بحسبي ونسبي :
انا ابن مكة ومنى انا ابن زمزم والصفا انا ابن من حمل الزكاة بأطراف الرداء انا ابن خير من ائتزر وارتدى انا ابن خير من انتعل واحتفى انا ابن خير من طاف وسعى انا ابن خير من حج ولبى انا ابن من حمل على البراق في الهواء انا ابن من بلغ به جبرئيل الى سدرة المنتهى انا ابن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى انا ابن من صلى بملائكة السماء انا ابن من اوحى إليه الجليل ما اوحى انا ابن محمد