خروجه للصلاة يقف الامام عليه السلام ليذكر بأنه هو الذي يسير بسيرة جده وعلى طريقة آبائه الذين ورثوا الحق وهم اصحاب الولاية والوصاية من خلال تصرفاتهم المشروعة.
وبهذا الموقف يفوت الامام الفرصة على المأمون لانه اراد استغلال موقف الامام عليه السلام ليسترضي الناس بانه الخليفة الشرعي ولو في هذه الفترة التي تعصف بالمحن والفتن.
وانك عزيزي القارئ ترى المأمون يصرح ويذكر السبب الذي جعله يطلب من الامام الصلاة عندما يقول له :
(انما اريد بهذا ان يرسخ في قلوب العامة والجند والشاكرية هذا الامر فتطمئن قلوبهم ويقروا بما فضلك الله تعالى به).
ولكن فطنة الامام عليه السلام وحكمته السياسية جعلته يقوم بهذه الخطة الحكيمة ويكون بذلك فوت على المأمون كل فرصة بل اوقعه في مإزق بعدما ارجع الامام عليه السلام.
ان هذا الموقف وغيره من المواقف لاكبر شاهد وخير دليل على العمق السياسي والفهم الدقيق للساحة عند الامام عليه السلام.
وللامام الر ضا عليه السلام المواقف الحساسة الكثيرة ذكرت في طيات الكتب وقد افرد العلماء بعض الكتب حول مواقفه السياسية وتحركاته الاجتماعية ولباقي آبائه وأبنائه صلوات الله عليهم اجمعين فلتراجع في مظانها.
وهنا .. نكتفي بهذا المقدار من المواقف للائمة عليهم السلام ليتضح لنا مدى