الوزراء ، ومن ابتهجت بوزارته العادلة سابقا الزوراء ، ذي الحسب الزاهر ، والنسب الباهر ، الذي لم يقل السلطان لغيره (عبدي) ، وإن يكن قال فهو نادر ، السيد عبد الكريم نادر باشا الشهير بعبدي باشا ..» اه (١).
إلى آخر ما قال. ومثله بل أكثر ما جاء في غرائب الاغتراب (٢).
أثنى عليه الأستاذ الآلوسي ، وكرر القول في مدحه. رآه في ديار بكر المعروفة بـ (آمد) لما رأى من لطف وحفاوة فمدح أخلاقه النبيلة ..
وكل ما علمنا عنه أنه ذهب إلى (فينّة) من بلاد النمسا للتحصيل ، وفي سنة ١٢٥٦ ه صار رئيس أركان الجيش برتبة مير لواء .. وتقلب في مناصب عديدة ، وفي ربيع الأول سنة ١٢٦٤ ه نال منصب المشيرية للعراق والحجاز برتبة الوزارة ، وفي رجب سنة ١٢٦٥ ه منح ولاية بغداد ، وعزل في صفر سنة ١٢٦٧ ه ، وهكذا استمر في صعود حتى نال السردارية والسر عسكرية (٣) ، ثم نزعتا منه. وفي سنة ١٣٠١ ه مات في رودس (٤). والشاعر عثمان نورس كتب (أثر نادر) من (مجموعة الطرب على لسان الأدب) باللغة التركية. تحوي بعض غزليات الوزير عبد الكريم نادر ، وخصص لها الجزء الأول من مجموعته هذه ، وفيها بعض أشعاره ، والباقي محرراته بقلم نورس .. ويذكر أنه رافقه من سنة ١٢٦٤ ه فرأى منه كل لطف وكرم كما شاهد منه الأدب الجم ، والشجاعة والقدرة ، والحب للعلوم والمعارف وأثنى عليه كثيرا وجعل هذه المجموعة خاطرة وذكرى لتلك الأيام.
__________________
(١) نشوة المدام ص ٤٧.
(٢) غرائب الاغتراب ونزهة الألباب ص ٣٩.
(٣) السردار القائد العام ، والسر عسكر بمقام وزير الدفاع.
(٤) سجل عثماني ج ٣ ص ٣٥٨.