وأما رشيد باشا فإنه همّ بالمسير إلى أطراف كرمانشاه. وكان من الجيش النظامي مقدار ألف نفر في بغداد كانوا خارجين عن الزمرة من سنين. أخرجهم الحكام لعلل في أبدانهم ، لم ينفعوا للحرب على عادة النظام ، فأمر الوزير بترجيعهم إلى العسكرية فجمعوا منهم مقدار أربعمائة نفر. وبورود الخبر عن الشاه أنه ترك الحرب ، أمر الوزير أن يخلّى سبيلهم ، وترك جمع العساكر ، واستراح الناس من هذه الفتنة وفي هذه الحرب اشترك الشيخ شامل اللزكي (١) ..
وبهذا أردنا أن نعرف تلقي العراق لهذا الحادث. وهذه حرب القرم المشهورة. ولا مجال هنا للتوضيح عنها.
مفتي بغداد أبو الثناء الآلوسي :
هو أبو الثناء محمود شهاب الدين الآلوسي توفي في ٢٥ ذي القعدة من سنة ١٢٧٠ ه ـ ١٨٥٤ م. وكان من خير من أنجب العراق في بيان صفحات تاريخية عديدة عنه ، وفي رحلاته وسائر آثاره. أدبه جمّ ، وعلمه وافر ، وقلمه سيّال. اشتهر في مختلف الأقطار في تفسيره ، وعرف برحلاته إلى استانبول ومنها إلى بغداد ، وعرفت في الحقيقة الأسرة به ، وإن كان قد تقدمه بعض الآلوسيين مثل والده السيد عبد الله الآلوسي وكان مدرس الأعظمية نحو أربعين سنة ، ومدرس المدرسة العلية. ولأبي الثناء مؤلفات عديدة وأفردت له كتابا في حياته بعنوان (ذكرى أبي الثناء الآلوسي) بمناسبة مرور مائة سنة على وفاته. وفصلت ما له من مؤلفات وترجمة في مجموعة عبد الغفار الأخرس. وله المكانة العظيمة في التوجيه العلمي والأدبي وفي مؤلفاته ما يكشف عن أحوال العراق السياسية والعلمية والأدبية كما أنه عرف بعلماء الأقطار التي مرّ بها في
__________________
(١) التاريخ المجهول.