ما سمع من التذمرات ، ولم ينظر بعيدا .. وهذه الأعمال لا تنكر ولكن حرصه على منفعة الدولة وإضراره بالأهلين مما جلب النقمة عليه.
وفي سجل عثماني أنه مملوك حسن باشا. وكان أحد ضباط الجيش ، أرسل إلى أوروبا للتحصيل ، ولما عاد عهد إليه بالمدفعية العامرة ، ثم صار فريقا هناك ، وهكذا تقلب في مناصب كبيرة حتى إنه في ذي القعدة سنة ١٢٦٧ ه (كذا) ولي منصب بغداد ومشيرية العراق والحجاز. وفي المحرم سنة ١٢٧٤ ه (كذا) توفي. وكان ماهرا في الفنون ، قديرا في أمر الإدارة ، اكتسب صيتا حسنا ببغداد. وكان له ابن صاحب ثراء» (١).
والأستاذ أبو الثناء الآلوسي تذمّر من هذا الوالي. وبين أنه لا يميز قدر فضل فكان أبلغ وصف. ولعل السياسة خذلته ، فكان آلتها الفتاكة فأهملت شأن مثل الأستاذ أبي الثناء. ولم يكن أول سار غرّه قمر. لقنت الدولة تلقينات سيئة فحرمته من كل ما كان يأمل ، وسلبته وظائفه الدينية ...
مفتي بغداد الأسبق
(الطبقچه لي)
في شوال هذه السنة توفي مفتي بغداد الأسبق الأستاذ السيد محمد سعيد الطبقچه لي. وهو ابن العلامة الشيخ محمد أمين. من بيت علم ومن أبناء عمه الأعلى الأساتذة السيد محمد ووالده المفتي الأسبق أحمد المفتي. وكان المترجم ولي الإفتاء ببغداد في أول مجيء الوزير علي رضا باشا اللاز. وبعده ولي الإفتاء الأستاذ عبد الغني جميل وبعد عزله رضا باشا اللاز. وبعده ولي الإفتاء الأستاذ عبد الغني جميل وبعد عزله
__________________
(١) سجل عثماني ج ٢ ص ٢٩٣.