والمفتي والسيد أحمد كل واحد سبعة آلاف وخمسمائة قرش صاغ وللقاضي والمفتي لكل واحد منهم عشرة آلاف قرش صاغ فبلغت ٦٣ ألف قرش صاغ ، ومنهم من أهل الذمة واحد من اليهود ، وآخر من النصارى.
وهذه تلقاها الناس إسكاتا لا كرما منه. لأنه يريد أن يحرر مضبطة ويرسلها للدولة العليا ، فإذا طلب أن يختموها فلا يترددون. يحاول أن لا يخالفوا رأيه فيما يريد ..
والملحوظ أن مما ذكر من هدم القلاع وتسريح جيش المهايتة لا يبعد أن يكون قد قصد بها التخويف ، وإيقاع الرهبة ليقوم بأعماله ، ولكن لم يخف على الناس أمره ، فولدوا شغبا ... والحق أنه لم يكن للقلاع شأن إلا المحاصرة لمدة ، فالغاية غير حاصلة منها ، والإمداد لم يكن سريعا .. والحكومة فقدت هذه الفائدة أيضا ، ولا نزال إلى اليوم نشعر بفائدتها ما دامت الدولة تشعر بضعف.
٤ ـ الجيش النظامي :
كانت آمال هذا الوزير مصروفة إلى إيجاد جيش قوي لحراسة المملكة ، والاحتفاظ بكيانها من الأعداء المتربصين لها من كل صوب ، يلتمسون مواطن الضعف. وهذا الأمر قوبل بنفرة من تاريخ تأسيس الجيش النظامي وقانونه فلم يتمكن الولاة من تنفيذه في العراق بالرغم من الجهود المبذولة. وكان الإخفاق حليف هذا الوالي أيضا.
ويوضح نفسية الأهلين في أيامه ما جاء في التاريخ المجهول. قال :
«لا يدرك ـ الوالي ـ شيئا من سياسة الحكومة وخرب ما حول بغداد بعدم تدبيره وغروره ، لأنه أراد من جميع العرب القاطنين حول