إلى وقوف الأعمال ولكن عزم الوزير لم يصبه فتور ، وصار يبعث بالجيوش متوالية لإسكان الفتن ... واستمر في أخذ الجندية من الحلة والنجف وكربلاء وما جاورها من الأنحاء الفراتية ولم يطرأ خلل على همته .. حتى إنه تولى قيادة الجيش بنفسه لعشائر الشامية والهندية فأبدى القدرة والكفاءة في إدارة الجيش فعلا ، وبرهن على تغلبه على الغوائل بأدنى همّة .. إلا أنه رأف بالناس ، وأمهل أمر تجنيد الجيش النظامي (١) .. من أعماله :
١ ـ هدم القلاع :
كان الگوزلگلي قد عمر سبع قلاع في أنحاء الهندية ، وأطراف سوق الشيوخ ، فأمر بهدمها ، وسرّح من فيها من الهايتة. ولا نزال نشعر بضرورة بقائها ، أو بناء قلاع جديدة .. فلما عاين الأعراب في أنحاء الهندية ذلك عادوا لا يعبأون بالوزير ولا يخافونه.
٢ ـ الهايتة :
يشتغلون في الجيش براتب فسرحهم هذا الوزير. وكان لهذا الأثر السيىء بأطراف الهندية وغيرها .. وأمله أن يأتي بالجيش النظامي محله. إلا أن الموانع من تشكيله كانت كثيرة.
٣ ـ إكرامية :
كان هذا الوالي يظن أنه إذا أكرم وجوه البلد وأنعم عليهم ببعض المنح يأمن كل غائلة ، ويتمكن من تنظيم الجيش الجديد ، فلا يجد معارضا .. فأكرم القاضي والنائب والمفتي والنقيب والسيد أحمد الموالي وأعضاء المجلس كل شخص خمسة آلاف قرش صاغ ، وللنقيب
__________________
(١) مرآة الزوراء ص ١٣٨.