وكان قائد فرقة فمات سنة ١٨٦١ م وجعلت الدولة تقاعدا لبنته أمينة ...
وهذا الوالي جعل نصب عينيه أمر تشكيل الجيوش النظامية ، واتخاذ أساس لها يعول عليه ولتأمين ذلك قام بأعمال من شأنها أن أفسدت عليه أمره ، فلم يراع حسن الإدارة أو السياسة المقبولة. ويتعين هذا مما جرى من وقائع أيامه ، فخابت آمال حكومته فيه ، ولم يقم بالأمر بوجه صحيح. ولا دارى الأهلين بحكمة وتدبير ..
قال في مرآة الزوراء :
«السردار الأكرم عمر باشا (١) ولي بعد وفاة رشيد باشا الگوزلگلي. ذاع صيته ، وولد رعبا في الأوساط والأهلين .. وفي ثالث يوم وروده هدم القلاع في أنحاء الديوانية والهندية دفعة واحدة ، وأمر بإخراج (الهايتة) من الجيش وهم المعروفون بـ (باشى بوزق) دون تريث ، وطلب من جميع الجهات الجندية في المدن والعشائر ، وسارع في الأخذ. ذلك ما ولّد اضطرابا في الأهلين والعشائر ، فرأوا هذا الحادث أشد من وقع الصواعق ولكن الوزير كان تأثيره كبيرا. أصابهم الخوف منه ، فلم يستطيعوا أن ينبسوا ببنت شفة. ملأ الرعب قلوبهم.
وفي خلال بضعة أيام تمكن من أخذ خمسمائة نفر من بغداد وحدها ، وسارعت القرى المجاورة في الإرسال .. وجاء الخبر من قائممقام خراسان (٢) ينبىء أن الأهلين والعشائر تركوا مزارعهم وهربوا من أوطانهم وكذا ظهرت ثورات وقلاقل من جراء ذلك في العشائر والمواطن المختلفة .. فزادت الاضطرابات في كل موطن ، وأدت الحالة
__________________
(١) في مجموعة الآلوسي رقم ٢٥٩١ سماه عمر لطفي باشا. وجهت إليه وزارة بغداد في المحرم سنة ١٢٧٤ ه.
(٢) يقال له خراسان وخريسان والأصل طريق خراسان فخفف. والآن يسمى (لواء ديالى). ونهر خريسان هو النهر الذي يسقي القرى. وأصله نهر طريق خراسان.