كثيرا. وفرّ نحو عشرين ألف كيس سنويا للخزينة في خلال شهرين ..
ووردت إليه الأوامر السلطانية مشعرة بلزوم التحقيق عما أخذه الوالي السابق ، وإظهار ما عمله ، ليعلم الناس أن غرض الدولة العدل ، والعمل لهدم كل باطل ، بلا تحاش ولا محاباة .. أما أعضاء المجلس فلا تؤمل منهم الفائدة ، وبينهم الجاهل أو الغافل أو المداري الذي يميل مع الأهواء .. أزال مثل هؤلاء فحلّ المجلس ، ونقّاه من المغرضين الذين لا يعرفون إلا مصالحهم الذاتية ، ولا يبالون بالمصالح العامة. والأهلون قد أدبتهم التجارب ، بل أفسدت أحوالهم لما رأوا من أراذل جاروا واعتسفوا ، فلم يكن لهم بدّ من المماشاة فأفسدوا أخلاقهم ، أو رضوا بالبداوة ووحشتها فصاروا لا يميلون إلى الحضارة .. والحوادث المنسية أكثر مما عرف ودوّن ، فكانت أضرار العراق كبيرة جدا ، لا تعوّض بوجه ..» اه (١).
وهل كان في استطاعة هذا الوالي أن يعمر ما دمرته العصور ، أو ينقذ القطر من الورطة التي أصابته؟ كنا نود أن نسمع مثل هذه اللفتات والتألمات المقرونة بذكر أعمال أولئك الولاة الطغاة لنعلم الحالة وإنما اعتاد أن يلتفت عند ذكر كل وال جديد إلى بيان أحوال الماضين وفي هذا ما يكفي للمعرفة.
الخط البرقي :
وكان يسمى بـ (الخط التلغرافي) ومحله (التلغرافخانه) أي إدارة البرق. وهذا الوالي أحمد توفيق باشا قد جرى في أيامه تأسيس (إدارة البرق) وكان ذلك في سنة ١٢٧٧ ه ولم تتم المخابرة إلا سنة ١٢٨٢ ه.
__________________
(١) مرآة الزوراء ص ١٤٢.