بالزهد وحده. وإنما لها دخائل الغلاة.
وهذا الوزير كان قد خطب بأهل بغداد بعد قراءة الفرمان ، فذكر أنه سوف يعمل بشدة في حق من يحاول الإخلال بالأمن ، أو يعيث بالراحة كما أنه لا يتقرب إليه إلا من كان يحسن عملا ..
حصر اهتمامه في مالية الولاية وكانت في حالة فوضى لا توصف ، وصنع للخزانة ثلاثة مفاتيح وضع أحدها لدى أمين الصندوق ، وآخر عند الدفتري ، وثالثا احتفظ هو به. وأوصى أن تقدم إليه لائحة يومية يفصل فيها الوارد والمصروف ، ومنع من الصرف بدون إذنه ، وأفرز من المبالغ الاحتياطية قسما لإصلاح حالة الجيش في بغداد ، ودفع بانتظام رواتب الأفراد وسائر موظفي الدولة ، ومن جراء اقتصاده حمّل قافلة من البغال في رأس كل شهر بمبالغ طائلة إلى استنبول. فسرّ السلطان بها ، وأمر أن يشيد بها قصره. وكأنه جاء بغداد للقيام بهذه المهمة.
ومما يحكى أنه كان يجمع المبالغ ، ويقرأ كل يوم دعاء عند الخزانة يطلب من الله تعالى دوامها وحراستها وزيادتها صباح مساء فتكون لديه مجموع عظيم فأرسله لبناء القصر المذكور.
ومن أعماله أنه شرع بإنشاء (الثكنة) وتعرف بـ (القشلة) ، وأن مدحت باشا أكملها ، وأتم إنشاءها.
وفي أيامه وصلت الباخرتان (بغداد) و (البصرة) إلى بغداد ، وأودعت إدارتها إلى رئيس أطباء الجيش.
وكان في سنة ١٨٥٩ م ـ ١٢٧٥ ه حصل الإنكليز على امتياز في تشغيل البواخر في نهري دجلة والفرات فلم يحلّ عام ١٨٦١ م حتى كان للإنكليز مركب يقال له (لندن). والظاهر أن هذا كان بعد أن تم السماح لهم أيام علي رضا باشا اللاز بالوجه المذكور ..