بغداد ، وورد معه فرحان لمواجهة نامق باشا لأجل تسوية هذه المادة مع جناب الوزير ، وطلب من الوالي أن ينزل من المبلغ الذي اشترط عليهم ، لأنه كان قد أراد منهم ثلاثمائة حصان ، وخمسة آلاف بعير ، وخمسين ألف رأس من الغنم عوض ما نهبوا وسلبوا من الكراوين والمترددين والكلاك وغير ذلك ، فهدر لهم قسما من الذي اشترطه عليهم وطلع فرحان من بغداد في أول شهر رجب سنة ١٢٧٩ ه لأجل أن يجمع الأشياء المذكورة» اه (١).
التاريخ المجهول المؤلف :
تقف حوادثه عند هذا ، ومنه يظهر أنه لم يتمّه ، ولا استمر نظرا لوجود بياض ، فلم يكن النقص ضائعا .. بل وقف قلم الكاتب. وفي هذا التاريخ ما كشف عن وقائع العراق وعن أوضاع لم نجدها في غيره. الرجل يسمع فيدوّن بلغته العامية ، والحوادث مشوبة بشعور الأهلين. جاء مؤيدا ومتمما لتاريخ الأستاذ سليمان فائق وبهما انجلت مبهمات كثيرة.
مفتي الشافعية صبغة الله الحيدري :
في ليلة الجمعة ١٦ ربيع الأول سنة ١٢٧٩ ه مات بعلّة البطن ودفن تجاه الحضرة القادرية داخل المسجد في قبة الحيدرية ، عن عمر ٨٥ سنة. وهو صاحب كتاب (المسائل الإيقانية في الرد على الأسئلة الإيرانية). لا يزال مخطوطا ، عندي نسخة منه.
قال الأستاذ السيد نعمان الآلوسي : دفن قرب والده المبرور أسعد مفتي الحنفية مقابل مرقد حضرة الشيخ عبد القادر الكيلاني قرب المنارة ، وجده صبغة الله كان قد دفن هناك (٢).
__________________
(١) التاريخ المجهول بنصه وفصه. وهو عامي.
(٢) مجموعة الآلوسي رقم ٢٥٩١.