مدحت باشا أو عهد جديد
حوادث سنة ١٢٨٦ ه ـ ١٨٦٩ م
مدحت باشا في بغداد
في ١٨ المحرم قدم مدحت باشا ودخل بغداد بمنصب الوزارة. وكانت سبقت له خدمات في الدولة ونال مناصب كثيرة. وبطلب منه حصل على منصب بغداد بتاريخ ١٥ ذي القعدة سنة ١٢٨٥ ه. وأجري له الاحتفال بوروده. وقرىء الفرمان. ونقل إلى العربية وهذا نصه كما ورد في الزوراء :
«الدستور المكرم ، والمشير المفخم ، نظام العالم ، مدبر أمور الجمهور بالفكر الثاقب ، متمّم مهام الأنام بالرأي الصائب ، ممهّد بنيان الدولة والإقبال ، مشيد أركان السعادة والإجلال ، المحفوف بصنوف عواطف الملك الأعلى ، ومن أفاخم وكلاء دولتي العلية ، رئيس شورى الدولة السابق الموجه لعهدة استيهاله واقتداره هذه المرة نظارة إدارة أمور الفيلق السادس الهمايوني مع انضمام ولاية بغداد ، والحائز الوسام العثماني من الرتبة الأولى ، وكذا الوسام المجيدي الهمايوني من الرتبة الأولى ، وزيري وسمير درايتي مدحت باشا أدام الله تعالى إجلاله.
ليعلم أنه إذا جاءكم توقيعي الرفيع الهمايوني فليكن معلوما أنه مما لا حاجة للإطناب في وصفه وبيانه هو أن خطة بغداد الجسيمة من أعظم القطع التي تتألف منها ممالك دولتي العلية المحروسة ومن مقتضيات أرضها ووضعها أنها صالحة لكل إعمار وترقّ. وهذا من المسلمات. ولما كانت أعز الآمال والمطالب لسلطنتي الهمايونية أن تحصل على كافة أسباب العمران ، وهذه الآمال لا تتم كما هو المرغوب فيه إلا أن يقع الاختيار على من هو عارف ، قادر على إيصال ذلك بمنه تعالى إلى حيّز العمل ، فيكون في رأس إدارة تلك الخطة ، وأنت لحد الآن قد