عليه ، حتى عزم على قتله ، لولا أن منّ الله تعالى عليه ، ونجاه من ذلك الخطب وهوله ، وذلك بشفاعة بعض مشايخ الطريقة العلية النقشبندية (وهو الشيخ عبد الفتاح أفندي العقراوي) (١) وكان منتسبا فيها إلى .. الشيخ خالد ... فأمر الوزير حينئذ بجلوسه في التكية الخالدية ، فلم يمكث هناك إلا أياما قلائل .. حتى سعى فيه السيد محمود النقيب ، فزاد على الطنبور نغمات ... فصدر أمر الوزير حينئذ بحبسه في محلة الشيخ عبد القادر ... فبقي نحوا من سنة ونصف وقد رفعت عنه وظائفه .. ولم تزل الأيام تعاديه إلى أن اتفق أن وعظ في الحضرة القادرية في رمضان ، واتفق أن كان هناك الوزير علي رضا باشا .. فسمع من زاجر وعظه ما أخذ بقلبه .. فسأل عنه فقيل هو فلان ... فلحقته إذ ذاك ندامة على ما صدر في حقه .. ثم وصله بعطية ، وأجازه بجائزة سنية ، وأمر بعض خواصه أن يأتي به في عيد الفطر ، فأتى به فأكرمه غاية الإكرام .. وأرجع إليه جميع وظائفه .. وأمره بأن لا ينقطع عن حضرته العلية ، وأن يشرح (البرهان في طاعة السلطان) ، فبادر إلى شرحه فأكمله وسمّاه (التبيان) .. وقبل أن يتمه جعله خطيبا في الحضرة الأعظمية ، وأهدى إليه ميزان الشعراني (٢) ..
هذا وأجازه بتولية مرجان ، وهي من خواص مفتي الحنفية من زمن السلطان مراد خان إلى هذه الأيام. وكانت على ما يحكى في الزمن القديم مشروطة لأعلم أهل بغداد بكتاب الله تعالى وحديث نبيه الكريم ..» اه (٣).
__________________
(١) مجموعة الأخرس وغرائب الاغتراب.
(٢) رأيته لدى حفيده الأستاذ محمد درويش ابن السيد شاكر ابن أبي الثناء الآلوسي رحمة الله عليه توقيع الوزير.
(٣) حديقة الورود. عندي مخطوطة منها. وهي من تأليف عبد الفتاح الشواف. وهي أدبية والكلام عليها في تاريخنا الأدبي. ومجموعة الأخرس.