تكتف بمقدارها المعين وإنما تزيدها في كل ثلاث سنوات من جهة ، وتقتطع أقساما من الأرضين. وأما العادات التي جروا عليها فهذه كانت تؤخذ حسب المعتاد ، وذكرت أنه إذا حدث اختلاف بين الشيوخ تؤخذ (رضوة). وهذه كانت قديما يأخذها شيوخ المنتفق إلا أنها تركت من أيام ناصر باشا ، وأيام فهد بك ، ومنصور بك ، فلا وجود لها اليوم ، إلا أن جريدة الزوراء (١) ذكرتها بقصد التنديد بالعوائد المألوفة ، وأن الحكومة عزمت على تطبيق الإدارة المدنية .. ومنعت ما كان يؤخذ من الاحتساب والتمغا والباج وأمثالها مما لا توافق رسوم الدولة ولا تنطبق عليها .. وكلها تعين سوء الحالة وغالب العشائر هاجر إلى مواطن أخرى للخلاص من هذه الشرور ، فالحكومة تطلب بدل الالتزام صافيا ، والشيوخ يريدون نصيبهم ، وكذا سائر الرؤساء الصغار وهكذا فكان البلاء مضاعفا ، والحق أنهم كانت تنتهك حرمتهم ، ويتحكم بهم كل واحد. كانوا في أيام التغلب بنجوة من هذه الرسوم. وإن بدلات الالتزام مع اقتطاع قسم أنهك كاهل العشائر.
ومن أراد أن يعرف نصوص الالتزامات فليرجع إلى كتاب (مباحث عراقية) (٢).
مستشفى الغرباء
إن مدينة بغداد وإن كانت تحوي ما يزيد على (١٥٠) ألف نسمة ، وفيها غرباء وأجانب. ليس فيها مستشفى يلجأ إليه ، ولا طبيب ولا صيدلي .. وهذا نقص كبير يجب تلافية وفي جانب الكرخ حديقة تابعة لوقف مدرسة سليمان باشا وهذه يجب استئجارها واتخاذها مستشفى إلا
__________________
(١) الزوراء عدد ١١ و ١٢.
(٢) مباحث عراقية ج ٢ تجاه ص ١٧٦ و ١٩٧ و ٢٥٨.