كلّا على قدر جرمه .. وفي هذه الأثناء جاء السادات والتجار ، وبعض شيوخ البو سلطان ، و (وزير) من الخزاعل ومن لاذ به من أقاربه .. كل هؤلاء جاؤوا بدخالة وطلبوا عطف الحكومة ، والباقون خافوا فتفرقوا شذر مذر .. وعفي عن الكثير ممن لم تسبق له ثورة .. وكان مع الفيلق شيخ الجبور خليل وابنه الياس وهؤلاء فرّوا ليلا ، واتفقوا مع الخزاعل في حين أنهم كانوا قد التجأوا ، ثم فروا وعصوا .. وحاولوا الهجوم على الجيش الذي كان فيه الوالي .. فجرت المحاربة لمدة نحو خمس ساعات فقتل منهم ثمانية أشخاص ، وألقي القبض على اثنين واغتنم منهم نحو ألفي رأس من الغنم حاولوا تهريبها ..
وعلى كل حال قامت الحكومة بتأديب زبيد والبو سلطان لما أبدوا من عصيان ، ففرق الجيش شملهم. ولكنهم لم يقفوا عند هذا الحد ، وإنما تجمعوا في الجهة الغربية من الجيش في أطراف خيگان ، وبقوا على العصيان فجهزت عليهم قوة فنكلت بهم أيضا ..
وإن الحكومة أرسلت تحريرا عاما إلى الألوية الملحقة بتفصيل المعارك وما اقترنت به من النصر على البغاة .. تتضمن التبشير بما جرى .. وما حصلت عليه الحكومة من النتائج الباهرة .. وفيها :
إن عشائر البو سلطان وزبيد قد التحقت بالدغارة وعفك ، فصاروا قوة ظهرهم ، واتفقوا مع العصاة .. وقطعوا أسلاك البرق ، فاقتضى تأديب مثل هؤلاء .. ومن شيوخهم عباس وفارس كانوا قد جاؤوا إلى الوالي مع جماعة منهم بأمل سد شط الدغارة ، وأبدوا طاعتهم ، وكانوا في الجهة الشمالية من الفيلق ، وكذا شيخ الجبور خليل كان بفكرة العصيان ، فاتفق مع عصاة الخزاعل .. ففر ليلا ، وكذا البو سلطان قطعوا طريق الحلة ، فتحصنوا في كتف النهر .. ومن ثم أرسلت قوة بقيادة أحمد باشا مع فرقة نظامية ، وخيالة من المنتفق ، فاشتبكت مع الكمين في كتف