ثم انتسب إليها شيوخ الطالبانية ، من جراء أنهم أقاموا بها مدة. فعرفوا بالطالبانية. وأمثال هذا كثير جدا.
وهؤلاء الشيوخ معروف أنهم جاؤوا أولا إلى هذه القرية فعرفوا بالنسبة إليها ، وإلا فهم من عشيرة زنگنة ، أو موالون لهم (١). وشيوخ الطالبانية أنفسهم يقولون إن أصل لفظة (طالبان) هي جمع (طالب). كانوا يدرسون على الشيخ محمود زنگنة وكانت القرية كلها من طلابه فسميت بـ (طالبان). وهي قرية تابعة لقضاء چمچمال ولا يبعد قبول أحد الرأيين لوجهاته وقوة تعليله. ولما كان الطالبانية المعروفون اليوم من عشيرة زنگنة فلا يؤثر عليهم أن يكون الطالبانية من (دالبان) من السنجاوية ، أو من (طالبان) بمعنى طلاب وهم على الطريقة القادرية. وتغلب عليهم السياسة في هذه الأيام. والشيخ عبد الرحمن الطالباني المعروف من رؤساء الطريقة القادرية في كركوك.
تطهير دجلة :
تطهير هذا النهر من أصعب الأمور. كان قد سبق أن أجري تطهير (أبي شارب) ثم وجد المهندسون في طريقهم سد نمرود .. وكل ما علم أن هذا السد كان جسرا هكذا شائع بين الناس ، والحال أن هناك سدين أحدهما العواية في جهة ، وجايفة في جهة أخرى ، وهما لسد المياه .. أما العواية فكان سدها يقصد به أن تميل المياه إلى أنحاء إربل ، وهي جسر أيضا .. وأما الجايفة فإنها ليست سدا وإنما هي تلول الجبال المسلسلة ولا يمكن رفعها كما يمكن رفع العواية التي هي طبيعية .. وإنما يجب تحويل النهر بحفر مكان مجاور بطول ١٦٠٠ ذراع ، وعرض ٢٥ ذراعا ، وبعمق يلزم لذلك.
__________________
(١) عشائر العراق الكردية ج ٢ ص ٢٢٨ وفيه بيان أحوالهم وطريقتهم.