وهي قصيدة عامرة ..
ولما ورد الشاه بغداد مدحه الأستاذ الزهاوي بقصيدة فارسية أيضا تتضمن الترحيب بقدومه ، أولها :
هزاران شكر كز فضل وعطاي ايزدمنان |
|
شد أز تشريف شه بغداد رشك جمله بلدان |
إلى آخر الأبيات. رأيت القصيدتين في (ديوان ناظم) المخطوط مكتوبتين على غلافه ، وأبيات أخرى بخطه أيضا. وعندي مخطوطته.
وهذه الزيارة بيّنها ناصر الدين شاه في سياحة خاصة ، طبعت وفيها تفصيل لما أجري له من الاحتفالات والتكريمات.
وكان الاحتفال بالشاه باهرا ، استقبله الجند من خانقين بأبّهة فائقة واتخذت له الحديقة النجيبية مسكنا ، وهي المعروفة (بالمجيدية) كانت بستان نجيب باشا ، فصارت (حديقة الأمة) أو كما يقولون (حديقة البلدية). جعلها مدحت باشا (حديقة عامة).
ثم صارت مستشفى أيام رجب باشا. جعلها مستشفى الجيش ، وبقيت إلى آخر أيام الترك العثمانيين تعرف بالمستشفى العسكري. وهي اليوم (المستشفى الملكي التعليمي).
دامت سياحة الشاه نحو ثلاثة أشهر في خلالها زار العتبات في النجف وكربلاء وسامراء ، وكانت إرادة السلطان عبد العزيز أن يكون مدحت باشا في صحبته. وكان في هذه السنة قحط وغلاء ، فحدثت صعوبات جمة وكان في خدمة الشاه جماعة كبيرة ذكورا وإناثا ، ومعهم أكثر من ١٥ ألف دابة. فكانت الحكومة تقوم بتدارك ما يلزم للكل .. وبلغت جميع المصاريف لسياحة الشاه ولما اتخذ له من إنشاءات ومفروشات لقصره ما يزيد على ثلاثين ألف ليرة عثمانية. بذلت الدولة ما يليق من احترام عظيم ، وأبهة لائقة بمقامه.