وفي مقاله هذا يقول :
إن من ينتظر كل تشوش في الشرق من دول أوروبا ليتدخل ، ويهدف أن تحل القضية حسب رغبته فهو واهم. فإن الدولة العثمانية متكونة من عناصر متباينة تفسر الحوادث طبق آمالها وأمانيها المتضادة كما أن تلقي الحوادث من هذه المنابع مبتورة قد يؤدي إلى التشويه ، وفي هذا تضليل للرأي الأوروبي العام.
وهذا قطعي في حالات اجتماعية وسياسية ودينية مثل هذه قد تؤدي إلى الصيد في الماء العكر ، أو توليد اضطراب فكان البحث من أوروبا في هذه الحوادث يستدعي التوثق من صحة الأخبار مجردة عن الأهواء وإلا كان البناء على ذلك يؤدي إلى أن يكون الحل مدخولا وغير موثوق به بل يسوق إلى تهيج في المنافع. فهل أن روسيا استغلت هذا؟ وهل الغرض منه الانتصار للنصرانية؟ وما هي آمالها؟
كل هذا يدعو إلى الرجعة التاريخية والالتفات إليها. ومنها نعلم آمالها. وتعينه حروبها ، وما أدت إليه من نتائج ...! فإن التشنيع في سبيل هذه المصالح ببيان أن النصرانية مهانة. كل هذه وسائل لتبرير العمل لا غير.
وأوضح أن الإسلام دين الحرية والمساواة والعدل ، وأن الدولة العثمانية لم تخرج عن هذه الخطة. ولا ينكر أن الدولة أصابها الوهن في القرن الثامن عشر والتاسع عشر إلا أنها أعلنت التنظيمات الخيرية وأنها سائرة في طريق الإصلاح إلا أن روسيا حانقة. تريد الانتقام. ولم تخل من تشويش أو حرب بين حين وآخر.
ولم تكن آمالها مصروفة لحماية النصارى بل إلى وحدة العنصر السلافي ليكون خطرا على العالم. وما توقعت كان فلم ترد من تشنيعها إلا هذا. والآمال سياسية لا علاقة لها بدين. وأن الدولة العثمانية ماضية