الوثائق الرسمية والمسموعات من أناس لا يرتاب في صدقهم. تجلّت قدرته وذاع صيته في حياته وعرف عنه الشيء الكثير. وفي كتاب خاص ذكرت (حياته في العراق) وما قام به من أعمال جعلته في مجلد واحد ولعل الأيام تسمح بطبعه. وأخباره مستقاة من جريدة الزوراء وعليها عولت في تدوين هذا التاريخ كما رجعت إلى غيرها.
ومن الوثائق في ترجمته :
١ ـ تبصره عبرت. مذاكراته بالتركية.
٢ ـ مرآت حيرت. في مذكراته أيضا.
نشر هما ولده علي حيدر. وفيهما أعماله في بغداد. نقلتا إلى اللغة العربية باسم (مذكرات مدحت باشا). وقد نشرت هذه بعد إعلان الدستور.
٣ ـ تركيانك ماضيسي واستقبالي. أي ماضي تركية ومستقبلها. أصله مقال باللغة الإنكليزية نقله إلى التركية (ا. ر) ونشره إبراهيم حلمي تجار زاده طبع في مطبعة آرتين اصادوريان باستنبول سنة ١٣٢٥ كما طبع في مطبعة السعادة سنة ١٣٢٤ رومية بعنوان (برسياسي داهينك نطقي). كان مدحت باشا في حرب الروس سنة ١٢٩٣ في لندن فكتب هذا المقال. وهو مهم جدا في تلخيص حالة الدولة ووضعها تجاه الغربيين. نظر نظرة عارف بصير بسياسية العصر وعلاقة الدولة العثمانية بها.
بيّن أن الشرق مطمح الأنظار ، وأن العصر يتمخض عن حوادث خارقة. كان يتوقع أن تتولد أخطار منها على أمم كثيرة وتكلم على حالة العثمانيين في الماضي والحاضر ، وأوضاع الشعوب ، والسياسة المذهبية والاجتماعية فكانت نظرته حكيمة ، والتفاته قويما. ولعل فيه ما يعين نهجه السياسي ، فجاءت مذكراته شارحة أو أمثلة تطبيقية. كتب ذلك في مايس سنة ١٨٧٨ م ـ جمادى الأولى سنة ١٢٩٤ ه.