ينجحوا ، وأن مدحت باشا كاد يخفق في مساعيه لو لا همته ومواهبه في حروب الدغارة وتساهله مع المنتفق.
ومن المشاكل التي زاولتها الدولة معاهدة أرضروم (أرزن الروم) وما جرى بعدها من تحديد الحدود. وبهذه ثبتت قدم إيران في المحمرة وأنحائها فتركت عشائر كعب إلى إيران مقابل قطع منازعاتها بإمارة بابان ... فكانت الصفقة خاسرة.
وفي مطالب الثقافة أهملت (المدارس العلمية) مع ضعف التشكيلات الجديدة فكانت الخسارة كبيرة لا في العراق وحده بل في مختلف ممالك الدولة. وكأن هذه المدارس العلمية لا تصلح للثقافة ولا يمكن إصلاحها بوجه على قاعدة (وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر). أرادت إهمال الماضي أو خافت أن تتعرض بالعلماء حذر الإخلال بمشروع الإصلاحات وأن لا تكرر ما جرى أيام السلطان سليم الثالث من غائلة. وكأن (خط گلخانه) يهدف أمرا غير التعرض بالمدارس والعلماء وإصلاح أمرهما.
وعندنا لم يكن أثر للثقافة الجديدة إلا أيام مدحت باشا بتأسيس المدرسة الرشدية وهي ابتدائية. وسنتعرض في التاريخ العلمي والأدبي إلى التوضيح.
هذا ما جرى في هذا العهد بنظرة أخيرة. ولا ننس أن الحاضر نتاج الغابر فلا نطيل القول بأكثر من هذا. والله وليّ الأمر.