هذا ، وإن مراجعة (المسألة الشرقية) يعين درجة نفوذ الدولة وتدخلها وتاريخ هذا التدخل. وفي كتاب (بغداد وسكة حديدها) ما يعين الآمال. ولا يهمنا التوغل إلا بقدر العلاقة بالعراق في بعض الحوادث المارة.
ولم نر أثرا مشهودا أو صلة ظاهرة لقناصل الدول الأخرى إلا ما شوهد من علاقة المنتدبين من الإنكليز والروس في تحديد الحدود بين إيران والعراق بالوجه المبين.
خلاصة وصفوة
تحصل لنا من المطالب المارة والمشاكل المهمة التي عاناها العراق أن الدولة كان همها أن تقطع دار المماليك ، وتجعل بغداد كسائر البلاد التابعة لها رأسا ، فلم تفلح في هذه المحاولة ، ولم تحسن الإدارة ، فتعمل للتشويق عليها أو الترغيب فيها.
قام الولاة في سبيل تحقيق ذلك بأعمال جائرة ، وأن الأهلين لم يروا بدّا من المجاهرة بالخلاف ، فتولدت مشاكل من أهمها (التجنيد) ، والقضاء على (المنتفق) وأمثالهما مما مرّ بيانه ، فاستعصى الأمر ، وشمس الأهلون ...
وكل ما يقال إن هذا العهد بدء انتقال ، فلم يهدأ في أحواله. ضيقت الدولة فوجدت معاكسة ، وخففت من جهة وشددت من جهة أخرى ، فكانت المصيبة أعظم والخطر أكبر. ولا شك أن الأمور لم تتوضح. ولعل للمعاهدات مع إيران دخلا في هذا التضييق. وتحقق للدولة القضاء على بعض الإمارات. ولم تفلح في الأخرى.
وهكذا من نتائج المسالمة مع إيران أرادت القضاء على المنتفق ، وربحت (الأحساء). وغوائل العراق كثيرة وكبيرة. وأن ولاة بغداد لم