إمارة الموصل مرات عديدة واستمرت هذه الأسرة في الحكم فلم تقو عليها الدولة العثمانية فبقيت في الإدارة. طال حكمها أكثر من حكم المماليك. دام إلى سنة ١٢٥٠ ه ـ ١٨٣٤ م تتخلله فواصل إلا أنها لم تفارق الحكم من بعض الوجوه ، فلم يكن الولاة الجليليون متوالين ولكن المواهب قوية فلا تلبث أن تعود إلى الإدارة. وعندي مشجر مخطوط في أسرتهم. ورد في تاريخ العراق بين احتلالين ذكر بعض ولاتهم لا سيما الحاج حسين باشا الجليلي وما قام به من الدفاع عن الموصل أيام نادر شاه فوقف في وجهه. وأخبارهم في تاريخ الموصل للأستاذ الصائغ ، وفي كتاب مخطوطات الموصل ، وفي كتاب منية الأدباء في تاريخ الموصل الحدباء لياسين بن خير الله الخطيب العمري نشره وحققه الأستاذ سعيد الديوه جي مدير متحف الموصل. وفي تاريخ العراق بين احتلالين (ج ٥ و ٦). وآخر الأمراء من هذه الأسرة يحيى باشا ابن نعمان باشا الجليلي. وفي ولايته الأولى من سنة ١٢٣٨ ه إلى ١٢٤٢ ه ـ ١٨٢٧ م كتب الشاعر عبد الباقي العمري الموصلي المعروف (كتاب نزهة الدنيا في الوزير يحيى). وهو من آثاره المهمة. عندي مخطوطته الأصلية كما أعتقد. وفي ولايته الأخيرة من سنة ١٢٤٩ ه إلى سنة ١٢٥٠ ه كان ما نسب إليه من سبب الاتفاق مع الشيخ صفوق غير صحيح فإن تدابير الدولة الأصلية انصرفت إلى القضاء على المتنفذين قضت على المماليك وثنت بالجليليين. وهمها القضاء على هؤلاء قبل كل شيء فاتخذوا سببا ظاهريا وهو قضية الشيخ صفوق للمعذرة. وسبق ذلك استخدام الولاة من العمرية ومن آل ياسين المفتي. وهي أسباب غير مباشرة أيضا.
وهذه الإمارة نالت منزلة كبيرة وخدمة عظيمة للثقافة قامت بها في تأسيس المعاهد الخيرية من مدارس وجوامع حافظت بها على الآداب والعلوم وناصرت المؤلفين وكفاها هذا. وما تقوله البعض عليهم فلا قيمة له ويدل على تفكير ضيق وحنق زائد إذ لو لاهم لكانت الموصل في