ومنهم من قال إنه من أمراء (لپ زيرين) (١) في برادوست من أمراء زرزا شنّ غارات عديدة وأوقع وقائع قاسية وقعت أيام داود باشا ، ومنها ما كان على (اليزيدية) أيام علي رضا باشا إجابة لاستغاثة الشيخ يحيى المزوري (٢) المتوفى سنة ١٢٥٢ ه. مطالبا بدم عمّه (علي آغا البالطي) (٣). قتله اليزيدية. فأفتى أحد علمائه الشيخ محمد الخطي العالم المعروف جد الأستاذ خورشيد بن عبد الحكيم ابن الشيخ محمد الخطي بقتلهم ما دعا كور باشا أن يقاتلهم. وتوفي الخطي سنة ١٢٥٢ ه. بعد القضاء على كور باشا وكان من مشاهير العلماء في أيامه. وعندي له رسالة قدمها إلى داود باشا (في العلم الإلهي). وله مؤلفات أخرى ...
صال كور باشا على اليزيدية (٤) عبر الزاب الأعلى من جهة (ياسين كلك) ، وتعقب أثرهم حتى الموصل ، فقطع أهل الموصل الجسر حذرا منه ، فاعتصم اليزيدية بالنبي يونس عليه السلام وتحصنوا فيه إلا أنه استولى عليهم بعد المحاصرة ودمرهم تدميرا. وكان الأستاذ أبو الثناء رآهم في ياسين كلك بعد تلك الواقعة وذكرهم في رحلته. والظاهر أنهم رأوا
__________________
(١) أصلها (لب زرين) أي ذو الكف الذهبي وهم رؤساء زرزا. وكانت تسميته باسم امرأة عرفت بهذا اللقب تولت الإمارة وانتقمت من أعدائها الذين قتلوا أخاها. ومن ثم لازم هذا اللقب رؤساءها. وصار يحكي الكرد قصصا عن (لب زيرين) تمثل حوادث البطولة كقصة عنترة وأمثالها عند العرب وزرزا ذكرت في عشائر العراق الكردية (ج ٢ ص ٢١٧) ووردت في تاج العروس في مادة كرد ومروج الذهب. وأصلها (ابن الذهب) لا (ابن) الذئب فقد جاء مصحفا لأن زر بمعنى الذهب و (زا) مخفف (زاده) أي ابن والمجموع ابن الذهب ونبه على ذلك الأستاذ (ورنر كاسكل) عند ذكره في مجلة المشرقيات كتاب عشائر العراق الكردية.
(٢) من العلماء المشهورين. توفي ببغداد سنة ١٢٥٢ ه عنوان المجد ، وحديقة الورود والمسك الأذفر ص ١٢٩. ودفن في جامع العادلية الكبير.
(٣) نسبة إلى بالطة قرية بجوار بريفكان على مسافة بضع دقائق منها.
(٤) في تاريخ اليزيدية المعد للطبع أوضحت هذه الواقعة.