ضعفا ، فمالوا إلى أبناء طائفتهم (١) وكان قبل ذلك رآهم نيبور السائح الهولندي وذكر بعض قراهم قبل واقعة كورباشا الرواندزي (٢). رآهم في الجانب الأيمن من الزاب الأعلى. ومثله في رحلة المنشي البغدادي وسميت قريتهم بـ (حسين كفتي). ولعلها نفس قرية (ياسين كلك) (٣). ثم مال الأمير كور باشا إلى العمادية وفعل بها ما فعل. وتوالت حوادثه ، فشغل الدولة ومن ثم اهتمت للأمر خوفا من توسع هذه الإمارة.
عزمت الدولة على القضاء عليه ، وعدت غائلته من أمهات الغوائل ، فجهزت والي سيواس الصدر الأسبق والسردار الأكرم رشيد محمد باشا. اختارته للأمر وعهدت إليه بالمهمة. وأمرت والي الموصل محمد باشا (اينجه بيرقدار) ، ووزير بغداد علي رضا باشا اللاز أن يكونا على أهبة وموعد للتعاون معه وأن يهتما في دفع هذه الغائلة.
قام الكل بما عهد إليهم مجتمعا. ومن ثم وقبل الشروع في حرب كور باشا حذره السردار من العصيان ، وكتب إلى العلماء أن ينصحوه لتقديم الطاعة. وفي الوقت نفسه تعهد له السردار رشيد محمد باشا أن لا يلحقه ضرر ولا يمسّه سوء ، فأبدى انقياده وأذعن للسلطان ، فأخذ إلى استنبول وعفي عنه. ثم صدر الفرمان بقتله في طربزون ومنهم من قال في سيواس ودفن فيها. وفي رجب سنة ١٢٥٢ ه توفي الصدر الأعظم السردار رشيد محمد باشا ولعل لوفاته دخلا في قتله بعد العفو عنه. مات بلا عقب. والباقون اليوم من ذرية أخيه رسول آغا. ومنهم إسماعيل بن سعيد بن عبد الله مخلص قتل قبل بضع سنوات وهو ابن أخي إسماعيل قتل غيلة.
__________________
(١) نشوة المدام في العود إلى مدينة السلام ص ٩٨.
(٢) رحلة نيبور المنشورة في مجلة (سومر) ج ٩ ص ٢٥٠.
(٣) رحلة المنشي البغدادي ص ٧٧.