وغيرها من شركائه وعمّاله ، ويخبرونه عن أجناس البضاعة ، وعن أسعارها فيرسل ما شاء ، وإذا أراد تاجر من تجار بغداد أن يرسل من ذلك الجنس لم يدعه يرسل ، بل يمنعه من إرساله وهذا دأبه إلى أن وقف أمر التجار.
وفي أيامه يأكل الناس أموال بعضهم بعضا ، ويأتون إليه ، ويرشونه فيساعدهم على أكل أموال عباد الله ، وهذا كان دأبه ، ولا يبالي من أحد ولا من علي باشا ، ولا يخاف من الحكيم العليم .. وكان بخيلا أبخل من كلب بني زائدة ، خمارا لواطا ، يفحش في كلامه وسائر أوقاته خال من الكمال ومآثر السياسة. كان منهمكا بتحصيل الدراهم ، وعاكفا على لذاته ، ومع ذلك أمور الناس موكولة نحوه ، وأمراء العراق ، ومشائخ العرب ، وبيكات الرستاق ، ومضافات بغداد ، وتوابعها قرى ورستاقا ومزارعا وعقارا ، وإيراد داخل بغداد كله من تحت يده ، من يرشوه برشوة وافرة يحكي مع الوزير ، ويأخذ له المنصب من إمارة ومشيخة والتزام ميري ، وضمان وما أشبه ذلك ، ويصك له صكا ، ويكون ذلك الأمير وغيره بطوع عبد القادر بن زيادة.
وجرى على هذه الحالة إحدى عشرة سنة إلى أن أكل جميع إيراد بغداد ، وصار عنده كنوز ، وكثرت أمواله. وكان عنده دائما أربعة غلمان يلوط بهم اثنان مماليكه ، واثنان من أولاد الناس. وكل سبت يطلع خارج البلد ويعمل وليمة ، ويشرب الخمر مجاهرة ، وجعلها وظيفة على جلسائه من التجار كل أسبوع على واحد ، وهو أيضا يوم عليه ، حمله على ذلك البخل وحب المال ، ومنهم ما يودون يعملون الوليمة ، ولكن يعملونها مخافة منه.
ومناقبه أيضا شنيعة جدا حتى أنه تجرأ على رجل من أهل بغداد ، أمر بقتله في مربط خيله ، بسبب أنه متعرض لأحد غلمانه ، قتله ظلما ،