صفحات مختلفة. من مجموعها تظهر ترجمة الرجل ، وحالته في العراق خاصة بوضوح ..
قال في مرآة الزوراء :
«.. وعلي رضا باشا كان من أرباب الذكاء ، ومن الوزراء المخلصين لدولتهم ، كان كريما جوادا ، وحليما ، خلوقا ، بلغ به الإفراط في السخاء أنه كان مبذرا ، لدرجة أنه صار لا يبالي وتهاون في الأمور ، فأودعها إلى جماعة ممن لا خلاق لهم من الجهال ، أو الذين بلغ بهم الصلف والحمق ، أن جلبوا النقمة عليه ، وأفسدوا ما بينه ، وبين دولته. فقد كان يرسل أيام المماليك إلى استنبول مبلغ ألفي كيس سنويا في أيام داود باشا ، وبقدرها هدايا ، فلم يستطع هو القيام بذلك ، وخرجت العمارات ، وزالت بهجتها سواء للأهلين أو للأجانب وعاد الأغنياء في حالة يرثى لها بحيث انحطت تجارتهم ، وصاروا لا يملكون شروى نقير .. ولا فلسا أحمر .. دامت هذه الحالة حتى عزل من بغداد ...» ا ه (١).
وهذا منتهى الذم من صاحب المرآة ، وفي حديقة الورود يذكر نص كتاب منه إلى المفتي السيد محمود يبدي فيه تشوقه إلى العراق ويتألم لفراقه ، ويقول :
«فهل لي إلى دار السلام بنظرة |
|
يغاث بها ظمآن ليس بسالي ..» اه |
وفي سجل عثماني كان من أهل طربزون ، من متعلقات أحمد باشا اللاز ، ولي مناصب عديدة حتى صار كتخدا والي حلب رؤوف باشا في
__________________
(١) مرآة الزوراء ص ١٣٥ وجاءت المخابرات الرسمية المدونة في مجموعة عندي تؤيد ذلك رأيت فيها الكتب العديدة والرسائل المشعرة بالعلاقة ، وتقديم الهدايا المعتادة أيام داود باشا حتى أواخر أيامه ، وكذا ما جرى قبله مما يوضح الحالة.