السابق من الزوراء ، الفائق بجوده وحلمه على الوزراء ، بل من اتخذ السماحة غطاء وفراشا ، حضرة أفندينا علي رضا باشا (١) ..
وفي هذا ما يؤكد خصاله التي بينها عبد الرحمن شرف ، فهو مشهور بجوده وحلمه ، وكفى .. وهكذا نعته سائر المؤرخين .. ولكن الأمر الشخصي غير الإدارة الحقة في تدبير مالية الدولة ، فقد اختلت كاختلال مالية الوزير ، ولم يجد معها تدبير. وكذا لم يتمكن من إدارة المجتمع إدارة حقة.
وعلى كل حال أن المدح للوزير ، والثناء عليه ، وكثرة القصائد في مدحه من شعراء عديدين أمثال العمري ، والتميمي ، وعمر رمضان ، وعثمان نورس والشيخ عبد الحسين محيي الدين وغيرهم لم يمنع أن يدون عنه المؤرخون ما دونوا ، ويسجلوا ما سجلوا مع تحاشي الكثيرين واستسلامهم للقوة والصبر على المكاره ، وعلى ما حصل من مصاب ..
وفي تاريخ الشاوي أن الوالي علي رضا باشا كان بكتاشي الطريقة. وبهذا يفسر ما جرى بينه وبين السيد محمد سعيد المفتي الطبقچه لي والسيد محمود الآلوسي من مباحث في أبي طالب وإسلامه بحيث أدى ذلك إلى عزل الطبقچه لي عن الإفتاء. ولعل هذا سبب ظاهري لإجراء التعديل والتدخل في المناصب ، وكذا يفسر ما شاع عنه من تهاونه بالفروض الشرعية المفروضة وتأثير عقيدة البكتاشية فيه (٢) ..
هذا ، وفي التاريخ الأدبي ذكرنا من الأشعار ما له علاقة بوقائع العراق في أيامه.
__________________
(١) حديقة الورود.
(٢) تكلمت على الطريقة البكتاشية في كتاب (التكايا والطرق في العراق) عند ذكر تكاياها في العراق.