وزارة محمد نجيب
في شعبان ورد بغداد الوالي الجديد ، وبعد قدومه بأيام قلائل خرج علي رضا باشا. وخلص أمر العراق للوالي الجديد ، فاستقر في منصبه (١) .. فتنفس الناس الصعداء ، وكانوا قد ظنوا أن قد صارت بغداد ملكا لعلي رضا باشا ، وأنه لن يزول ملكه ، أعطيت له طعمة جزاء الفتح .. فأخذوا راحة نوعا ، وتوسموا خيرا في الوالي الجديد. وقد حدثت في أيامه أحداث عديدة ومهمة.
ويهمنا هنا أن ندوّن عن حالة القطر إلى هذه الأيام ليكون كتمهيد لما جرى في بغداد أيامه ، ولعلها تكون مفسرة ، وبعض حالات الولاة قد عرضت نوعا على المحك الأدبي والسياسي في بغداد ، ونكتفي بأقرب نص من معاصر يعين مزايا القطر أو قيمته بما فيها من خير أو شر ..
قال في حديقة الورود : «أشرقت إذ ذاك أنوار العدل على الرعية ، ولمعت في العالم بوادر السيرة العمرية ، بطلعة حضرة الوزير النجيب ، المخصوص من الورع والتقوى بأوفر نصيب ، الحاج محمد نجيب باشا ...» اه.
وجاء في تاريخ الشاوي أنه تركي الأصل وكان برتبة وزير ، وهو من نفس أهالي استنبول ومن أشرافها القدماء أبا عن جد ، وهم ذوو قدر وحشم ، وكانوا ممتازين على أهالي استنبول لشرفهم. وكانت سلاطين آل عثمان تزورهم. يأتون إلى محلهم في الشهر مرتين أو أقل أو أزيد ولا يزورون غيرهم من الوزراء والأشراف والسكنة. إلى أن قال :
«كان ذا عدالة ومتانة وشجاعة يأخذ بحق المظلوم ولا تأخذه في الله لومة لائم» اه (٢).
__________________
(١) التاريخ المجهول.
(٢) تاريخ الشاوي ص ١٤.