الجنود المظفرة العثمانية فانتصروا على العصاة وقتلوا رؤساءهم وعاد الأمن والسكينة» اه (١).
وفي تاريخ الشاوي جاء تفصيل أيضا إلا أنه لم ينسبها للعصيان من الأهلين ، بل بيّن أن بنتا من شهزادات الدولة القجرية قد تعرض بها العصاة. واختطفوها وفعلوا ما فعلوا بها. وفي نتيجة المخابرات السياسية اضطرت الدولة على القضاء على عصيان هؤلاء اتخذت هذه الحادثة وسيلة أنذرهم الوالي أن يسلموا الأشقياء تنفيذا للإرادة السلطانية فأبوا. ومن ثم ضربهم. وفصل ذلك (٢) ... والحال أن ما ذكره كان أيام داود باشا.
ولا يهمنا تفصيل الواقعة بأكثر من هذا ولكننا لا نعلم الحاكم الذي عينه الوزير لإدارتهم ، ومهما يكن فلا يفترق عمن ذكروا. وعندي كتاب لأهل كربلا ذكروا فيه تفاصيل الواقعة أيام داود باشا وكان مبدأ العصيان سنة ١٢٤١ ه ودام إلى المحرم سنة ١٢٤٢ وهو المسمى (نزهة الإخوان في واقعة بلد المقتول العطشان). لم يعرف مؤلفه. ومنه نسخ عديدة. عندي نسخة منها. أولها : الحمد لله الذي نصب أولياءه الخ. ويعين مبادئ العصيان ورجاله وحروبه في وقائع. وهذا يفسر ما جرى مؤخرا أيام نجيب باشا. وقد أشرت إلى ما فيه أيام داود باشا في حوادث تلك السنة. إلا أن التاريخ المجهول المؤلف أوضح الحالة وعلاقة الوزراء من أيام داود باشا إلى أيام محمد نجيب باشا وحدوث هذه الواقعة بالاستيلاء على المتنفذين إلا أن هذا الكتاب يعين أشخاص العصيان أيام داود باشا.
__________________
(١) قرة العين في تاريخ الجزيرة والعراق وبين النهرين ص ١٢٥.
(٢) تاريخ الشاوي ص ١٤.