عند هذا الحد ، وقد ذاقوا حلاوة التغلب ، فلا يفيد معهم تدبير ، ولا يجدي تفاهم إلا السيطرة المكينة التي تنتصر للضعيف وتعدل بين الجميع .. والأسباب الظاهرية يتمسك بها كثيرون لتحقيق آمالهم المكتومة ..
وذكر هذه الواقعة السيد عبد الغفار الأخرس (١) ويحاول كتّاب اليوم أن يكسبوها صبغة سياسية من إيران أو أنها دينية. وجل ما هنالك أن المتنفذين استبدوا بها استفادة من ضعف الدولة لا أكثر ولا أقل.
وجاء ذكر هذه الواقعة في كتاب هداية الطالبين لكريم خان الكرماني ، وبين أن الجيوش كانت تحترم بيوت الشيخية ، وكل من التجأ إليهم كان آمنا على نفسه وماله ، ولم يقتل أحد من أصحاب السيد كاظم الرشتي مع أن الذين التجأوا إلى المشاهد قد قتلوا بلا رحمة ، ويقولون إن الباشا دخل بجواده في المكان المقدس. وفي تاريخ نبيل المعروف (نبيلي) من البهائية تفصيل وتعيين لوجهة نظرهم وبين أنها جرت في ليلة عرفة من ذي الحجة سنة ١٢٥٨ ه ـ ١٠ كانون الثاني سنة ١٨٤٢ م وفيها قتل ٩ آلاف شخص وسلب ما في الجوامع من نفائس.
وجاء أن محمد شاه كان مريضا فلم يشأ رجال دولته إخباره ، فلما علم حنق ، وعزم على أخذ الثأر إلا أن التدخل السياسي من روسيا وبريطانيا هدأه ..
وفي كتاب قرة العين في تاريخ الجزيرة والعراق وبين النهرين تأليف محمد رشيد السعدي أن الواقعة جرت في التاريخ المذكور قال : جاهر أهل كربلاء بالعصيان فأرسل والي بغداد محمد نجيب باشا عليهم
__________________
(١) ديوان الأخرس ص ١٦٨.