العين) في بيت المفتي (هو أبو الثناء الآلوسي). فوجدها أثناء المباحثة معها كافرة فتركها. وبعد ذلك أطلقوها وسيّروها إلى بلاد العجم ، وسيروا محمد الشبل إلى الدولة (١).
كتب الوزير بخبره إلى استنبول بأن أهل كربلاء والنجف وعلماءها لم يقبلوه فجيء به إلى بغداد ، وكتب محضر من علماء بغداد في أمره بعد أن دوّنوا ما ذكره ، فقدم إلى استنبول. وسجن هو في بغداد فاستطلعوا رأي الدولة فيه. وعلى هذا أرسل ، وسجن في الترسانة العامرة (دار صناعة السفن) وصدرت الإرادة السنية بذلك كما فهم من الأوراق الرسمية (٢).
وغالب من تبعه كان من الكشفية. وإن قرة العين متأثرة بغلاة التصوف. وتعد هذه المطالب من أول ما عرف عنهم. وكان قد ولد الباب في أول المحرم سنة ١٢٣٥ ه ـ ١٨١٩ م وهو متأثر بالكشفية. التف حوله جماعة ناصروا هذه الدعوة. ومال إليه استغلاليون في الدين والسياسة فرأت دولة إيران خطرا فيها يهدد سلامتها. ومن ثم حدثت معارك. وبعدها أمرت أن يقتل هذا الداعية فقتل رميا بالرصاص في تبريز بتاريخ ٢٧ شعبان سنة ١٢٦٦ ه ـ ٨ تموز سنة ١٨٥٠ م ، فلم تطل دعوته أكثر من ست سنوات. وله (كتاب البيان) ، ومجموعة مخطوطة قد حوت غالب رسائله. كتبها كاتبه الخاص محمد حسين بن عبد الله من كتاب وحيه. وعندي هذه المجموعة بخطه. ومن كتاب وحيه ميرزا أحمد القزويني.
ولما قتل عاد الكثير من أشياعه إلى الإسلام لتحقق كذب دعوته ، وأصر آخرون على ما عندهم إلا أنهم تشتتوا. ومن بقي منهم كتم عقيدته
__________________
(١) التاريخ المجهول بتلخيص.
(٢) تاريخ لطفي ج ٨ ص ٨٤.