فله درهم)) هذه الموصولة بفعل ، والظرف نحو : (الذي في الدار فله درهم) (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ)(١) وإنما قال : الاسم الموصول بفعل ليخرج الحرف الموصول باسم الفاعل والمفعول ، لا تقول (القائل فله درهم) ولا (المضروب فله درهم) وأجازه المبرد (٢) والكوفيون (٣) مستدلين بقوله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا)(٤)(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا)(٥) ورد بأنه لو كان منه لكان المختار النصب لأنه مثل (زيدا فاضربه) والقراء متفقون على الرفع (٦).
قوله : (والنكرة الموصوفة بهما) يعني بالظرف والفعل ، مثاله : (كل رجل في الدار فله درهم) أو (يأتيني فله درهم) وزاد السخاوي (٧) ، النكرة
__________________
(١) النحل ١٦ / ٥٣ وهي بتمامها : (وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون).
(٢) ينظر المقتضب ٣ / ٢٢٥ ، والهمع ٢ / ٥٦.
(٣) ينظر الهمع ٢ / ٥٦.
(٤) النور ٢٤ / ٢.
(٥) المائدة ٥ / ٣٨.
(٦) الأمر فيه تفصيل وهو كالتالي : قرأ الجمهور (الزانية والزاني) بالرفع ، وقرأ عيسى بن عمر الثقفي وابن أبي عبلة (الزانية) بالنصب وهو أوجه عند سيبويه حيث قال في ١ / ١٤٤.
وقد قرأ أناس : (والسارق والسارقة) و (الزانية والزاني) وهو على ما ذكر لك من القوة ، ولكن أبت العامة إلا القراءة بالرفع وإنما كان الوجه في الأمر والنهي النصب لأن حد الكلام تقديم الفعل وهو فيه أوجب ، وقرأ ابن مسعود (والزان) بغير الياء.
قال القرطبي في تفسيره : وأما الفراء والمبرد والزجاج فإن الرفع عندهم أوجه والخبر في قوله :
فاجلدوا لأن المعنى : الزانية والزاني مجلودان بحكم الله.
ينظر الكتاب ١ / ١٤٢ وما بعدها ، وتفسير أحكام القرآن للقرطبي ٥ / ٤٥٥١ ، وتفسير البحر المحيط ٦ / ٣٩٣.
(٧) السخاوي هو علي بن محمد بن عبد الصمد الإمام علم الدين أبو الحسن السخاوي النحوي المقرئ الشافعي كان بصيرا في القراءات وعللها إما ما في النحو واللغة والتفسير ،