قوله : (وإذا نودي المعرف باللام) أي إذا أريد نداؤه ، فلا بد من التوصل ، لأن اللام للتعريف ، وحرف النداء للتعريف ، ولا يصح الجمع بين حرفي تعريف ، قال المبرد (١) والأعلام تعريفها زائل حالة النداء وهو منقوص بـ (الله) [ظ ٤٠] فإنه لا يصح زواله في حالة النداء قال نجم الدين ما معناه : الجمع بين حرفي تعريف جائز إذا تغاير التعريف (٢) ، وفي (يا زيد) العلمية ، أفادت التخصيص و (يا) القصد دليله أنه يشترط في المنادى أن يكون تمييز الماهية ، وإن لم تعلم الذات ، والأولى في وجه التوصل ، أنك إذا أدخلت على المعرف المفرد (يا) بنيته واللام تنافي البناء ، لأنها معاقبة للتنوين ، فهو كالتنوين ولا بناء مع التنوين ، وإن أعربته فهو بعيد لحصول علة البناء ، فأتوا بالتوصل لهذا الوجه ، وأما الكوفيون (٣) فأجازوا نداء التعريف مطلقا من غير توصل واحتجوا بقولهم (يا ألله) وبقوله :
[١٥٩] فيا الغلامان اللذان فرّا |
|
إياكما أن تكسبانا شرا (٤) |
__________________
(١) ينظر المقتضب ٤ / ٢٠٥ ، وشرح الرضي ١ / ١٤١ ـ ١٤٢.
(٢) ينظر شرح الرضي ١ / ١٤١.
(٣) ينظر الإنصاف ١ / ٣٣٥ وما بعدها مسألة : ٤٦ القول في نداء الاسم المحلى بال وشرح الرضي ١ / ١٤٦.
(٤) الرجز بلا نسبة في الإنصاف ١ / ٣٣٦ ، وشرح المفصل ٢ / ٩ ، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢ / ٨٠١ ، وشرح الرضي ١ / ١٤٦ ، وشرح ابن عقيل ٢ / ٢٦٤ ، والهمع ٣ / ٤٧ ، والخزانة ٢ / ٢٩٤.
ويروى تعقباني بدل تكسباني.
والشاهد فيه قوله : (فيا الغلامان) حيث جمع بين حرف النداء وأل في غير لفظ الجلالة وذلك لا يجوز إلا في الضرورة الشعرية عند البصريين وبدون ضرورة عند الكوفيين قياسا على نداء لفظ الجلالة.