ونصب الأول لأنه مضاف في الحقيقة ، ونصب الثاني لأنه مضاف في اللفظ ، وقال المبرد (١) وجماعة من النحاة : إن الأصل (يا تيم عدي تيم عدي) فحذف (عدي) وبنى (تيم) على إعرابه ، قال : وإذا جاز حذف المضاف إليه مع اختلاف المضافين نحو قولهم : (نصف وربع درهم) (٢) ونحو قوله :
[١٦٨] ... |
|
بين ذراعى وجبهة الأسد (٣) |
أي نصف درهم وربع درهم (وبين ذراعي الأسد وجبهة الأسد) والدليل على إضافته (ذراعي) حذف نون التثنية منه ، فهو مع اتفاقهما أجوز ، لأن كثرة التكرار أدعى إلى الاستكراه (٤) ثم اختلفوا أيهما المحذوف فقيل : عدي الأول لئلا يلزم الفصل بين المضاف والمضاف إليه ، وقيل
__________________
(١) ينظر المقتضب ٤ / ٢٢٩ ، وشرح المفصل ٢ / ١٠ ، وشرح الرضي ١ / ١٤٦.
(٢) ينظر معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٢٢ ، وشرح الرضي ١ / ١٤٧.
(٣) عجز بيت من المنسرح وهو للفرزدق في ديوانه ٢١٥ ، وصدره :
يا من رأى عارضا أسرّ به
والكتاب ١ / ١٨٠ ، ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٣٢٢ ، والخصائص ٢ / ٤٠٧ ، وشرح المفصل ٣ / ٢١ ، وشرح الرضي ١ / ١٤٧ ، والمغني ٤٩٨ ـ ٨٠٩ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٩٩ ، والأشباه والنظائر ١ / ١٠٠ ، ٢ / ٢٦٤ ، واللسان مادة (بعد) ١ / ٣١١ ، والخزانة ٢ / ٣١٩ ، ٤ / ٤٠٤
والشاهد فيه قوله : (بين ذراعي وجبهة الأسد) حيث فصل بين المضاف والمضاف إليه وهو قوله الأسد بما ليس بظرف وهو قوله (وجبهة) ، والفصل بغير الظرف غير جائز ولذلك يحب تقدير مضاف إليه للأول كما ذهب الشارح.
(٤) ينظر شرح الرضي فالعبارة منقولة عنه بتصرف دون إسناد ١ / ١٤٧.