وتأوله المانعون ، إما أنه جملة اسمية ، والمضارع بمعنى الماضي ، فتقول (قمت وأنا أصك وجهه) (١) و (نجوت وأنا أرهنتهم) و (أقمت وصككت ونجوت ورهنتهم) وإنما لم يجز فيه إلا الضمير وحده ، لأنه في معنى اسم الفاعل لفظا ومعنى ، فاللفظ في عدد الحروف والحركات والسكنات ، والمعنى وقوعه موقعه فأجري مجراه في استغنائه عن الواو ، وإنما استغنى اسم الفاعل عن الواو لأنه تتمة لما قبله ، إما صفة ، أو خبرهما من جملة ما قبلهما ، فلو أفادت بالواو وأفادت المغايرة ، ويشترط في المضارع الواقع حالا خلوه عن حرف الاستقبال كـ (السين) و (سوف) و (لن) ونحوها ، لتناقص الحال والاستقبال في الظاهر ، وإن لم يكن التناقص حقيقيا (٢) ، لأنه يجوز أن تقول (مررت بزيد أمس يركب) فإنه حال في حال المرور عند تكلمك ، لكنهم كرهوا ترادف علامة الاستقبال على الحال.
قوله : (وما سواهما) يعني الجملة الاسمية ، والمضارع المثبت ، وهو ثلاثة أقسام ، المضارع المنفي ، والماضي المثبت والمنفي (٣) ، والنفي يكون بما ولا ولم ولما وإن ، وقيل لم يوجد النفي ب أن.
__________________
(١) في بعض المراجع (وأنا أصك عينه) كما في شرح التسهيل السفر الثاني ١ / ٧٢ ، ودلائل الإعجاز ٢٠٦ ، وهمع الهوامع ٤ / ٤٦ وهو قول رواه الأصمعي ، وشرح الرضي ١ / ٢١٢.
(٢) ينظر شرح الرضي ١ / ٢١٢ وقد نقل هذه العبارة من قوله : ويشترط ... إلى قوله ... حقيقيا ، دون إسناد إليه.
(٣) ينظر شرح الرضي والعبارة منقولة عنه دون إسناد في ١ / ٢١٢.