والتخفيف بحذف التنوين ، أو نون التثنية والجمع ، ولك أن تضيف ولك أن لا تضيف ، فإن قيل إن اللفظية [و ٦٧] تفيد تخصيصا كالمعنوية ، قيل التخصيص حاصل قبل الإضافة من النصب.
قوله : (ومن ثمّ جاز مررت برجل حسن الوجه) يعني لما كانت لا تفيد تعريفا ولا تخصيصا وصف به النكرة وعليه (هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا)(١) (وامتنع) وصف المعرفة بها نحو (مررت بزيد حسن الوجه ، لأنها نكرة ، وأما قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ)(٢) و (حم ، تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ، غافِرِ الذَّنْبِ) (٣) (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)(٤) فمتأول بأنها أبدال.
قوله : (وجاز الضاربا زيد) و [الضاربو زيد](٥)) لما أفاد تخفيفا بحذف
__________________
(١) الأحقاف ٤٦ / ٢٤ وهي بتمامها : (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم ...).
(٢) فاطر ٣٥ / ١. قال القرطبي ويجوز في فاطر ثلاثة أوجه : الخفض على النعت ، والرفع على إضمار مبتدأ ، والنصب على الفتح ، وحكى سيبويه الحمد لله أهل الحمد) ينظر تفسير القرطبي ٦ / ٥٤٠١.
(٣) المؤمن (غافر) ٤٠ / ١ ـ ٢ ـ ٣ ، وتمامها : (غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ.)
قال الفراء في معاني القرآن ٣ / ٥ : جعلها كالنعت للمعرفة وهي نكرة ، وقال الزجاج هي خفض على البدل. قال النحاس : وتحقيق الكلام في هذا وتلخيص أن (غافر الذنب وقابل التوب) يجوز أن يكون معرفتين على أنهما لما مضى ، فيكونا نعتين ، ويجوز أن يكونا للمستقبل والحال فيكونا نكرتين ولا يجوز أن يكونا نعتين على هذا ، ولكن يكون خفضهما على البدل ، ويجوز النصب على الحال ، فأما شديد العقاب فهو نكرة ويكون خفضه على البدل ، انته كلام النحاس ، ينظر تفسير القرطبي تفسير سورة غافر ٦ / ٥٤٠١ ، وتفسير البحر المحيط ٧ / ٢٨٥ ، وينظر إعراب القرآن للنحاس ٤ / ٢٥ ـ ٢٦.
(٤) الفاتحة ١ / ٤.
(٥) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.