لأن أصله ، والمؤمن الطير العائذات ، وأضافوا إليه الصفة إما للتخفيف ، وإما لأن الصفة لما نابت مناب الموصوف صارت كالاسم وإضافته من باب (خاتم حديد) لكن الصفة في هذا الوجه هو الموصوف كله ، وفي الوجه الثاني بعضه.
قوله : (ولا يضاف اسم مماثل للمضاف إليه في العموم والخصوص) يعني لا يضاف أحد الاسمين المتماثلين في العموم [و ٦٨] والخصوص إلى الأخر لعدم الفائدة ، لأن الإضافة تفيد التعريف أو التخصيص ، والشيء لا يتعرف ولا يتخصص بنفسه ، فالعموم نحو (كل الجميع) و (جميع الكل) والخصوص نحو (ليث وأسد) في الأعيان (وحبس ومنع) في المعاني ، فلا نقول لكل الجميع ولا جميع الكل ، ولا (ليث ليث) ولا (ليث أسد) ولا (حبس حبس) ولا (حبس منع) (لعدم الفائدة).
قوله : (بخلاف كل الدراهم ، وعين الشيء ، فإنه يختص) يعني بالإضافة دون (ليث أسد) لأنك أضفت عامّا إلى خاص ، لأن كلّا صالح للدراهم وغيرها ، وكذلك عين صالحة لهذا الشيء المخصوص ولغيره ، ومن ذلك (يوم الأحد) و (كتاب المفصل) و (بلد بغداد) (١) قال تعالى : (طُورِ سَيْناءَ)(٢) قال نجم الدين : (٣) ولا ينعكس الأمر ، أي لا يضاف الخاص إلى العام المبهم لتحصيل الإبهام ، لا تقول : (زيد نفس) لأن المعلوم المعين بعد ذكر لفظه وتعيينه لا يكتسي من غيره الإبهام بخلاف (ليث أسد)
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ١ / ٢٨٥ وهذه العبارة من قوله يعني بالإضافة إلى قوله بغداد ، منقولة بتصرف من شرح الرضي دون النسبة إليه.
(٢) المؤمنون ٢٣ / ٢٠.
(٣) ينظر شرح الرضي ١ / ٢٨٥.