قوله : (وتوصف النكرة بالجمل الخبرية) (١) يعني أنها توصف النكرة المفردة بالجمل الخبرية مع وصفها بالمفرد وإنما وصف بالجمل الخبرية ، يعني أنها توصف لأن الجمل المحكوم عليها بالتنكير ، ولهذا لا يصح أن تكون صفة للمعارف وما ورد تأوله نحو (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ)(٢) وقوله :
[٣٢١] ولقد أمر على اللئيم |
|
... |
بزيادة اللام.
وقوله : (الخبرية) يحترز من الإنشائية لأنها لا تحتمل صدقا ولا كذبا ، وأما قوله :
__________________
(١) قال الرضي في شرحه ١ / ٣٠٧ : (اعلم أن الجملة ليست لا نكرة ولا معرفة ، لأن التعريف والتنكير من عوارض الذات ، إذ التعريف جعل الذات مشارا بها إلى خارج إشارة وضعية والتنكير لا يشار بها إلى خارج في الوضع ، فإذا لم تكن الجملة لا معرفة ولا نكرة ، فلم جاز نعت النكرة بها دون المعرفة؟
قلت : لمناسبتها للنكرة من حيث يصح تأويلها بالنكرة ، وكل جملة يصح وقوع المفرد مقامها فتلك جملة لها موضع من الإعراب ...).
(٢) يس ٣٦ / ٣٧ (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ).
(٣) هذا صدر بيت من الكامل ، وهو لرجل من سلول في الكتاب ٣ / ٢٤ ، وله ولغيره ، ينظر الأصمعيات ١٢٦ ، والخصائص ٢ / ٣٣٨ ، وحماسة البحتري ١٧١ ، وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣٠٢ ، وأمالي ابن الحاجب ٢ / ٦٣١ ، وشرح الرضي ١ / ٣٠٨ ، ومغني اللبيب ١٣٨ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣١٠ ، وشرح ابن عقيل ٢ / ١٩٦ ، وأوضح المسالك ٣ / ٢٠٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٣ ، ٢ / ١٤٠ ، وخزانة الأدب ١ / ٤٥٧ ـ ٣٥٨. وعجزه :
فمضيت ثمت قلت لا يعنيني
والشاهد فيه قوله : (يسبني) حيث وقعت الجملة نعتا للمعرفة (اللئيم) وهو المقرون بأل ، وإنما جاز ذلك لأن أل في (اللئيم) جنسية ، فهو قريب من النكرة. وتعريفها في هذه الحالة لفظي لا يفيد التعين وإن كان في اللفظ معرفة.