والكوفيون : (١) اشترطوا الوصف مطلقا.
قوله : (ويكونان ظاهرين ومضمرين ومختلفين) يعني البدل والمبدل منه وهذا تقسيم له بحسب الظهور والإضمار ، والتقسيم الأول بحسب التعريف والتنكير ، والظاهر من جميع ما تقدم وهو الست عشرة مسألة (٢) ، والمضمرين نحو (زيدا رأيته إياه) وك (يد قطعته إياها) و (الجهل بغضته إياه) (والحمار كرهته إياه) وذهب طاهر (٣) وبعض النحاة إلى أن بدل البعض والاشتمال لا يكون في المضمرين ولا في المضمر من الظاهر لارتفاع البعضية والاشتمالية لأن ضمير البعض والكل سواء ، والجمهور (٤) أجازوا ذلك ، والمختلفين ، المضمر من الظاهر نحو : (رأيت زيدا إياه) (اليد قطعت زيدا إياها) (٥) (الجهل كرهت زيدا إياه) و (الحمار أبغضت زيدا إياه) والظاهر من المضمر نحو (رأيته زيدا) قال تعالى : (وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ)(٦) فأن أذكره في موضع نصب بدل من الهاء في أنسانيه ، ومثله قول الشاعر :
[٣٤٦] ... |
|
على جوده ما جاد بالماء حاتم (٧) |
__________________
(١) ينظر شرح المصنف ٦٢.
(٢) انظر شرح المصنف حيث عد الست عشرة مسألة ٦٣ ، والرضي ١ / ٣٤٠.
(٣) ينظر شرح المقدمة المحسبة ٢ / ٤٢٦ ـ ٤٢٧ ، والهمع ٥ / ٢١٨.
(٤) ينظر الهمع ٥ / ٢١٨.
(٥) ينظر شرح الرضي ١ / ٣٤١ ، وشرح المصنف ٦٣.
(٦) الكهف ١٨ / ٦٣. وتمامها : (قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً.)
(٧) عجز بيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ٢ / ٢٩٧ ، وصدره :
على حالة لو أن في القوم حاتما
وينظر اللمع ١٧٤ ـ ٢٦٦ ، وشرح المفصل ٣ / ٦٩ ، وشرح شذور الذهب ٢٦٧ ، واللسان مادة ـ حتم ٢ / ٧٧٢. ويروى ماضن بدل ما جاد ، ويروى حاتم بالكسر.
والشاهد فيه قوله : (حاتم فهو بدل من الضمير في جوده إذا كان مكسورة ، أو أنه فاعل لضن أو جاد.