آخر يذهب إليه ، ومن أجل ذلك يسمى لفظ «كل» في الأمثلة الثلاثة الثانية توكيدا أيضا ، ويؤكد بها عند إرادة الشمول والعموم ؛ ومثلها في ذلك كلمة «جميع».
وإذا قلت : نجح الأخوان فقد يستكثر السامع ذلك ، ويظنّ أن الذي نجح هو أحدهما ، فإذا أردت أن تدفع عنه هذا الظن فقل : «نجح الأخوان كلاهما» ؛ ليتأكد المعنى الذي أردت ، ولذلك تسمى كلمة «كلا» توكيدا وهي لإفادة الشمول ككل وجميع ؛ ولا يؤكد بها إلّا المثنى المذكر ، وفي المعنى والتوكيد كلمة «كلتا» غير أن هذه للمثنى المؤنث.
ولما كانت ألفاظ التوكيد الستة التي مرت بك وهي النفس ، والعين. وكل. وجميع. وكلا. وكلتا. توافق الأسماء المؤكدة بها في المعنى وتخالفها في اللفظ. سمى التوكيد بها توكيدا معنويّا.
وبالبحث في جميع ألفاظ التوكيد المعنوي التي تراها في الأمثلة المتقدمة وفي جميع الأمثلة الأخرى تجد أولا أنها تتبع المؤكد في إعرابه ؛ وثانيا أن كل لفظ منها يشتمل على ضمير يطابق المؤكّد في تذكيره وتأنيثه ، وفي إفراده وتثنيته وجمعه.
انظر إلى الأمثلة الأربعة الأخيرة ، تجد ألفاظا مكررة هي «التمساح» وهو اسم ، و «حضر» وهو فعل ، و «لا» وهو حرف ، و «أنت الملوم» وهي جملة ؛ وإذا بحثت في سبب هذا التكرار ، لم تجد سوى أنّ المتكلم أراد أن يؤكد اللفظ الذي ظن أنّ السامع قد يفهم منه خلاف المقصود ، ولذلك يسمى كل لفظ من الألفاظ المعادة هنا توكيدا ، ولما كان التوكيد في هذه الأمثلة لم يحصل إلّا بتكرار اللفظ وإعادته ، سمّي التوكيد هنا لفظيا وهو كالتوكيد المعنوي في أنه يتبع ما قبله في إعرابه.
القواعد
(١٦٤) التّوكيد : تابع يذكر في الكلام لدفع ما قد يتوهّمه السامع ممّا ليس مقصودا ، وهو نوعان : معنويّ ولفظيّ.
(١٦٥) التوكيد المعنويّ يكون بألفاظ هي : النفس. والعين. وكلّ. وجميع.
وكلا. وكلتا ؛ ويجب أن يتصل كلّ منها بضمير يطابق المؤكّد.
(١٦٦) التوكيد اللفظيّ يكون بإعادة اللفظ اسما أو فعلا. أو حرفا. أو جملة.