وحكى أبو زيد عن بعضهم (١) في تصغير «دابّة» : «دوابّة» يريد «دويبّة» فأبدل من ياء التصغير الساكنة ألفا ، وقال الراجز (٢) :
تبت إليك فتقبّل تابتي |
|
وصمت ربّي فتقبّل صامتي (٣) |
يريد : توبتي ، وصومتي.
وقال الآخر : وهو مالك بن أسماء بن خارجة (٤) :
ومن حديث يزيدني مقة |
|
ما لحديث الماموق من ثمن (٥) |
يريد : الموموق. وقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم : «ارجعن مازورات غير ماجورات» (٦) وأصله «موزورات» فقلبت الواو ألفا تخفيفا كما ذكرنا. وقال الكوفيون : إنما أريد به ازدواج الكلام لقوله «ماجورات». وهو قول أيضا.
وقال سيبويه في «آية» و «ثاية» : «وقال غيره ـ يعني غير الخليل ـ إنها «فعلة» فأبدلت الألف من الياء» (٧). وأخذ بعض البغداديين (٨) هذا من سيبويه ، فقال (٩) في قولهم : «ضرب عليه ساية» : إنما هي «سيّة» أبدلت الألف من الياء المنقلبة عن الواو التي هي عين في «سوّيت».
__________________
الحاري : نسبة إلى الحيرة بالكسر بلد بجنب الكوفة. لسان العرب (٤ / ٢٢٥). والشاعر يصف الظبية بأنها جميلة اللون تنتج أفضل النتاج وكحيلة العينين. والشاهد فيه : (الحاري) حيث أبدلت الياء ألفا تخفيفا.
(١) هو أبو عمرو الهذلي كما في المسائل البغداديات (ص ٣٩٥).
(٢) البيتان في اللسان (توب) (١ / ٢٢٦).
(٣) الشاهد فيه (تابتي ـ صامتي) حيث قلبت الواو ألفا للتخفيف يريد (توبتي ـ صومتي).
(٤) البيت منسوب إليه في ذيل الأمالي (ص ٩١) وبغير نسبة في المحتسب (٢ / ٣٣١) ، وروي في ذيل الأمالي «الموموق» ولا شاهد فيه.
(٥) الشاهد فيه (الماموق) حيث أبدلت الواو ألفا تخفيفا ، فأصله (الموموق).
(٦) الشاهد فيه (مازورات ـ ماجورات) حيث قلبت الواو ألفا تخفيفا. أخرجه ابن ماجه في كتاب الجنائز ـ باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز (١ / ٥٠٢ ـ ٥٠٣).
(٧) الكتاب (٢ / ٣٨٨).
(٨) هو الفراء كما في اللسان (سوا) (١٤ / ٤١٥).
(٩) نص ابن جني في التمام (ص ٢٣٣) على أنه الفراء.