فإذا كان الأمر كذلك زدت على ألف : با تا ثا ونحو ذلك ألفا أخرى ، كما رأيت العرب فعلت لما أعربت «لو» ، فقالوا : (١)
ليت شعري ، وأين مني ليت |
|
إنّ ليتا وإنّ لوّا عناء (٢) |
وأنشدنا أبو علي (٣) :
أفلا سبيل لأن يصادف روعنا |
|
لوّا ، ولوّ كاسمها لا توجد (٤) |
وقال الآخر (٥) :
علقت لوّا تكرّره |
|
إنّ لوّا ذاك أعيانا (٦) |
فكما زادت العرب على هذه الواو واوا أخرى ، وجعلت الثاني من لفظ الأول لأنه لا أصل له فيرجع عند الحاجة إليه ، كذلك زدت على الألف من با تا ثا ألفا أخرى عروضا لما رأيت العرب فعلت في «لو» لما أعربتها ، فصار التقدير «باا» «تاا» «طاا» «هاا» فلما التقت ألفان ساكنتان لم يكن من حذف إحداهما أو حركتها بدّ ، فلم يسغ حذف إحداهما لئلا تعود إلى القصر الذي منه هربت ، فلم يبق إلا أن تحرك إحداهما ، فلما وجب التحريك لالتقاء الساكنين كانت الألف الثانية بذلك أحرى ؛ لأنك عندها ارتدعت إذ كنت إليها تناهيت ، فلما حركت الثانية قلبتها همزة على حد ما بينّاه في حرف الهمزة من إبدال الهمزة من الألف.
فعلى هذا قالوا : خططت باء حسنة ، وكتبت حاء جيدة ، وأراك تكتب طاء صحيحة ، وما هذه الراء الكبيرة؟
__________________
(١) البيت نسب في الكتاب (٢ / ٢٣) إلى أبي زيد الطائي ، وكذا الجمهرة (١ / ١٢٢) والخزانة (٣ / ٢٨٢) ، وذكر بغير نسب في المقتضب (١ / ٣٧٠).
(٢) الشاهد فيه (وإن لوا) حيث أعربت (لو) ونونت ، وهذا شاذ لا يقاس عليه.
(٣) المنصف (٢ / ١٥٣).
(٤) الشاهد فيه (لوّا) حيث اعربت (لو).
(٥) البيت للنمر بن تولب في اللسان (إمالا) (١٥ / ٤٦٩) ، والخصائص (١٧ / ٥٠).
(٦) الشاهد فيه (لوا) حيث أعربت في هذه الشواهد وهذا مما لا يقاس عليه.