كان كلامهما في الغلاة كثيراً ومواقفهما منهم شهيرة ، لا يقاس بها موقف من خصم لهم أو منازع ، وقد توزّع موقف أهل البيت عليهمالسلام عامّة من الغلاة على ثلاثة أساليب :
الأول ـ البراءة واللعن : فحين أظهر أبو الجارود بدعته ، تبرّأ منه الباقر عليهالسلام ، وسمّاه باسم الشيطان سرحوب ، مبالغة في التنفير منه (١) ، ولعنه الإمام الصادق عليهالسلام ولعن معه كثير النوّاء وسالم بن أبي حفصة ، وقال : « كذّابون مكذّبون كفّار ، عليهم لعنة الله » (٢).
وهكذا لعنوا المغيرة بن سعيد ، وأبا الخطّاب ، وبياناً وغيرهم (٣) ، ولمّا وقفوا على بدعة ابن كيّال تبرّأوا منه ولعنوه (٤)..
الثاني ـ التحذير منهم وكشف أكاذيبهم : فإذا أظهر رجل غلوّاً أبعدوه ولعنوه وتبرّأوا منه ، ثمّ أمروا شيعتهم بمنابذته وترك مخالطته (٥). ثمّ نبّهوا الناس من أتباعهم ومن غيرهم إلى أنّ هؤلاء كذّابون يفترون على أهل البيت الأباطيل وينسبون إليهم ما لم يقولوا به :
قال الصادق عليهالسلام : « كان المغيرة بن سعيد يتعمّد الكذب علي أبي ، ويأخذ كتب أصحابه ، وكان أصحابه المتستّرون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من
_____________
(١) رجال الكشي ٢ : ٤٩٥ ح / ٤١٣ ـ مطبعة جامعة مشهد ـ ١٣٤٨ هـ. ش.
(٢) رجال الكشي ٢ : ٤٩٦ ح / ٤١٦.
(٣) رجال الكشي ح / ٤٠٠ ، ٤٠١ ، ٤٠٣ ، ٤٠٧.
(٤) الملل والنحل ١ : ١٦١ ، وهو أحمد بن كيّال ، وأصحابه الكيّالية ، من فرق الغلاة.
(٥) الملل والنحل ١ : ١٦١ ، رجال الكشي ٢ : ٩٣ ح / ٤٠٥.