أتقياء ، ابتعدوا عن الدنيا وملاذّها (١).
ـ ويزداد الأمر غموضاً في الرأي الذي يضيفه أحمد أمين بقوله : لنا فرض آخر بتسمية المعتزلة ، لَفَتَنا إليه ما قرأناه في (خطط الشام) للمقريزي ، من أنّ بين الفرق اليهودية التي كانت منتشرة في ذلك العصر وما قبله طائفة يقال لها « الفروشيم » وأنّ معناها : المعتزلة !
قال : وذكر بعضهم أنّ هذه الفرقة كانت تتكلّم في القدر ، فلا يبعد أن يكون هذا اللفظ قد أطلقه على المعتزلة قوم ممّن أسلموا من اليهود لما رأوا الفرقتين من الشبه (٢) !
ـ وهذا مخالف لما قال به آخرون من أنّ شيوخ المعتزلة الأوائل قد تأثّروا بمَعبَد الجهني الذي كان قد أخذ عقيدته في القَدَر عن سوسن النصراني الذي أسلم ثمّ ارتدّ نصرانياً (٣).
وخالف القولين معاً الشيخ أبو زهرة حين رأى أنّ عقائد المعتزلة قد ظهرت نتيجة التأثّر بالفلسفة القديمة ، يونانية وهندية وفارسية ، لا اليهودية ولا النصرانية (٤).
ـ وخالف الجميع من نَسَب المعتزلة إلى أبي الأسود الدؤلي (٦٩ هـ) صاحب الإمام علي عليهالسلام (٥).
_____________
(١) المذاهب الإسلامية : ٢٠٨ ـ ٢٠٩.
(٢) المذاهب الإسلامية : ٢٠٩ عن فجر الإسلام لأحمد أمين.
(٣) الملل والنحل ١ : ٣٥.
(٤) المذاهب الإسلامية : ١٨ ـ ١٩.
(٥)
الخلافة ونشأة الأحزاب الإسلامية / محمّد عمارة : ١٨٠ ـ المؤسسة العربية